تسبب استقبال كاتب الدولة الإسباني للحقوق الاجتماعية، لوفد عن جبهة ”البوليساريو“ المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، الجمعة، في أزمة بين الرباط ومدريد.
وتعتبر هذه الخطوة التي قام بها ناتشو آلفاريز، المنتمي إلى حزب ”بوديموس“ غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين إسبانيا وجبهة ”البوليساريو“، إذ لم يجرؤ أي مسؤول حكومي إسباني في تاريخ الحكومات السابقة على استقبال أي وفد عن هذه الجبهة والتي تصفها الرباط بـ“الانفصالية“.
وأثار هذا الاستقبال الرسمي حنق الرباط، وذلك بعد أن أكد المسؤول الإسباني في تغريدة نشرها على حسابه بـ“تويتر“ أن حكومته ”متضامنة مع الشعب الصحراوي“.
واعتبرت وسائل إعلام مغربية، أن الاستقبال هو استفزاز غير مسبوق من طرف الحكومة الإسبانية، للضغط على الرباط في بعض الملفات الحساسة، منها ترسيم الحدود البحرية.
وفي مسعى لاحتواء هذه الأزمة الجديدة، أفادت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، أنها اتصلت بنظيرها المغربي ناصر بوريطة، لتوضيح موقف حكومتها الرسمي من جبهة ”البوليساريو“.
وقالت لايا في تغريدة على ”تويتر“، مساء الأحد: ”اتصلت بنظيري المغربي بخصوص مقابلة كاتب الدولة للشؤون الاجتماعية مع ممثل جبهة البوليساريو، وأكدت له أن المقابلة لا تعكس موقف الحكومة الإسبانية“.
واستطردت الوزيرة الإسبانية: ”ما تم نشره لا يمثل موقف الحكومة الإسبانية“، مشيرة إلى أن ”بلادها لا تعترف بالجمهورية الصحراوية“.
وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و“البوليساريو“ إلى نزاع مسلح، استمر حتى العام 1991، وانتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا تحت سيادتها، بينما تطالب ”البوليساريو“ بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.