نافذة تاريخية على أول مؤسسة تعليمية في الصحراء في المسيجيد

في سنوات الأربعينيات الميلادية، قام الأخوان عثمان وعلي حافظ، مؤسسي النهضة التعليمية في الحجاز، بإنشاء مدرسة استثنائية في قرية المسيجيد بصحراء السعودية. يعتبر هذا الإنجاز البارز أولى مدارس التاريخ الإسلامي في المنطقة، حيث بدأ التعليم عام 1365هـ وتبنّت المنهاج السعودي.

تحديات كبيرة واجهها المؤسسون، فواجهوا معارضة أهالي القرية وقدموا مكافآت مالية لتشجيع الطلاب. تم بناء المدرسة بتدخل سخي من الحكومة السعودية، بجهود الشيخ عبد الله السليمان، وزير المالية آنذاك. تحولت المدرسة من مقهى صغير يجتمع فيه 13 طالباً إلى مؤسسة تعليمية رائدة بأكثر من 34 طالبًا في السنة الأولى.

في بادرة فريدة، أبان الأخوان عثمان وعلي عن حنكة في توجيه التعليم للبادية، ورغم المعارضة الأولية، نجحوا في تأسيس أسس التعليم وساهموا في تحفيز الرغبة في الدراسة. بعد 15 عاماً، استلمت وزارة التعليم المدرسة، مؤكدة نجاحها في تحويل الرفض إلى طلب لفتح مزيد من المدارس في المنطقة.

المدرسة لم تكن مجرد مكان للتعلم، بل كانت بداية لطلابها للتألق والتفوق. عدد من طلاب المدرسة انطلقوا إلى التعليم الجامعي والعديد من المجالات، مساهمين في بناء وتطوير المجتمع. قصة مدرسة الصحراء في المسيجيد تظل رمزًا للتحدي والتفوق في مجال التعليم في المملكة.