كارول عبود ممثلة من طراز رفيع شاركت في الكثير من الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية التلفزيونية المميزة، لكنها استطاعت أخيراً أن تبرز من خلال دورها في مسلسل “أولاد آدم” الذي عُرض في موسم رمضان الفائت، بحيث لقيت شخصية “عبلة” التي قدّمتها في هذا العمل تفاعلاً كبيراً من جمهور المشاهدين… فماذا تقول عن مسلسل “النحات” ودورها فيه؟
– منزلك في منطقة الجميزة القريبة من مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار، ماذا تخبرينا عن هذا الحادث الأليم؟
الحمد لله أنا بخير، وأشكر ربّي على أن الأضرار اقتصرت على الماديات، علماً أنني كنت موجودة في المنزل أثناء وقوع الانفجار في مرفأ بيروت، لكنني لم أُصب بأي أذى، وحالياً أشارك في ورشة الترميم إذ أقوم بتصليح الزجاج والألمنيوم على نفقتي الخاصة في الوقت الراهن، إنما هذا ليس مزعجاً، لأن خسارة الناس الآخرين أكبر من ذلك بكثير، سواء من خسر بيته كلياً أو فقد أهله وأقاربه وأولاده. كما أن أمي للمرة الأولى لم تكن في المنزل، فهي ذهبت الى القرية. وأخيراً لا يمكنني القول إلاّ الحمد لله على كل شيء.
– غبت لسنوات عدة عن الدراما التلفزيونية وعدت إليها بـ”أولاد آدم”، كيف عُرض عليك هذا العمل؟
كنت أعتقد أن الدراما التلفزيونية أصبحت بعيدة عني، لأنني شعرت في أوقات معينة أنها لم تعد تقدّم لي المتعة كممثلة ومشاهِدة، لكن منذ سنتين بدأت في متابعة أعمال عربية مشتركة مثل “الهيبة” و”لو” وغيرهما، فلمستُ تطوراً في هذه الأعمال. وفي العام 2019، قدّمت مسرحية بعنوان “الوحش” لجاك مارون لاقت صدى كبيراً لدى الجمهور، وهذا النجاح أعاد اسمي إلى أذهان المنتجين والعاملين في مجال التلفزيون. ومع بداية 2020، تلقيت عروضاً درامية من أكثر من شركة إنتاج، فاخترت منها الأعمال التي لا تحتاج إلى التزام طويل، و”أولاد آدم” كان من بين هذه المسلسلات التي عُرضت عليّ، و”النحات” أيضاً، ورغم أن مساحة دوري فيهما ليست كبيرة، قبلتُ المشاركة فيهما وعشت التجربة…
– من اتّصل بكِ للمشاركة في “أولاد آدم”؟
اتّصلت بي جويل بيطار المنتجة المنفِّذة في شركة “إيغل فيلمز”، والتي سبق أن شاهدتني في مسرحية “الوحش” وعلقت صورتي في ذهنها، إلى أن وجدتني في دور “عبلة” وأرسلت إليّ النص… في البداية خفت من الشخصية، لأنها امرأة عنيفة وشرّيرة ولا تهتم بمظهرها الخارجي، لكن بعد ذلك التقيت بالمخرج الليث حجو، وشعرت أنه العنصر المطمئن لأشارك في هذا الدور إلى جانب ندى أبو فرحات بثنائية قوية، وقبلت خوض المغامرة، والحمد لله النتيجة كانت مُرضية جداً.
– هل صوّرت مشاهدك في سجن حقيقي؟ لأن انتقادات عدة طاولت المكان وقيل إنه ليس كذلك؟
لا، لا يمكننا التصوير في سجن حقيقي لاعتبارات عدة. التصوير تمّ في مدرسة، ومهندس الديكور صمّم غرف السجن. وكل الانتقادات التي طاولت المكان انتهت بعدما تمنّى الجميع أن تراعى شروط النظافة في سجون لبنان، كما ظهر على الشاشة، علماً أنني أمضيت أسعد الأوقات مع زملائي الممثلين، سواء طلال الجردي أو أنطوانيت عقيقي أو ندى أبو فرحات وغيرهم.
– هل توقعت أن تحقق ثنائيتك مع ندى أبو فرحات النجاح الذي نالته؟
لم أتوقع أبداً أن تحصد هذه الثنائية كل هذا النجاح، وقد سعدت بالضجة التي أُثيرت حول دوري في المسلسل. التجربة كانت حقاً ممتعة، وأنا مستعدة لتكرارها رغم الظروف الصعبة التي كنا نصوّر فيها بسبب انتشار وباء كورونا.
– شاركتِ في مسلسل “النحات”، لكنه لم يحقق أي نجاح يُذكر وانتُقد بطله باسل خياط كثيراً، لماذا برأيك؟
أعتقد أن مسلسل “النحات” كان من الأجدى لو عُرض على منصة إلكترونية لا على محطة تلفزيونية، وأنا ألوم الشركة المنتجة لأن التسويق لهذا العمل لم يخدمه. أما بالنسبة إلى باسل خياط فأعتقد أنه اكتسب الكثير من هذه التجربة.
– إنما دورك في “النحات” لم يحقق صدى مثل “أولاد آدم”؟
أرى أن “النحات” من أهم الأعمال التي عُرضت في موسم رمضان الماضي رغم أن شريحة كبيرة من الجمهور لم تحبّه لأنها تريد أعمالاً أقل تعقيداً.
– ماذا تقولين عن دورك في “مرايا الزمن” الذي عُرض أيضاً في رمضان إلى جانب “النحات” و”أولاد آدم”؟
ليس سهلاً لعب ثلاثة أدوار في موسم واحد، لا سيما إذا كانت هذه الأدوار مختلفة، وهو ما شكّل تحدّياً بالنسبة إليّ، بحيث اضطررتُ أن أعطي كل شخصية حقّها لناحية التعبير الجسدي والنفسي والملامح… لئلا تصبح نسخاً متكررة عن شخصية واحدة مثلما يحدث مع الكثير من المملثين، وأنا سعيدة أيضاً بدوري في مسلسل “مرايا الزمن”.
– الأدوار القاسية التي أدّيتها على خشبة المسرح أو في السينما من “الشهيد” إلى “أربع ساعات في شاتيلا”… إلى أي مدى تتعبك شخصياً وتؤثر فيك؟
هناك مدارس عدة في التمثيل، وأنا لا أنتمي إلى مدرسة الممثل الذي يتماهى مع الشخصية وترافقه في حياته اليومية. كل ما يعطيه الممثل للشخصية التي يقدّمها موجود في شخصه، وأنا أُشبّهه بالإسفنجة التي تمتص، أو بالبئر الواسعة التي يرمي فيها كل ما يراه ويسمعه ويشعر به ويعيشه كإنسان فيعطيه للشخصية.
– تعاملتِ مع أسماء كبيرة عربية وأجنبية وقدّمتِ أدواراً تركت بصمة… لكن أي دور شكل منعطفاً في مسيرتك الفنية؟
كنت محظوظة بأن شاركت في تجارب مهمة، والأسماء لا تعني لي بقدر التجارب، لأن المخرج أو الكاتب أو الممثل قد يبدع في مشروع ما ويكون أقل إبداعاً في آخر. وأنا دائماً ألحق بالمشروع بمختلف عناصره: الممثلين الآخرين، النص، الإخراج… حتى أنني في السينما أسأل عن مدير التصوير.
ما من دور شكّل منعطفاً في مسيرتي الفنية، ولا حتى علامة، لأنني أدّيتُ أدواراً أساسية منذ أن كنت طالبة في الجامعة، وشاركت في أعمال فنية مهمة وأنا في سنّ الثامنة عشرة على المسرح وفي غيره، إنما رجائي الدائم من الحياة أن تبادرني بما يناسبني بغض النظر عن الأشخاص.