أظهرت الدراسات أن 1 فقط من كل 10 أشخاص يستخدمون اليد اليسرى ولا توجد فرضية أو نظرية واحدة قادرة على تفسير السبب وراء ذلك.
لأكثر من قرن، ابتكر عدد لا يحصى من العلماء فرضياتهم الخاصة لشرح اللغز وراء الأعداد غير المتناسبة للأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى مقارنة بالأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى.
وتشير معظم الأدلة التي جمعها العلماء إلى التأثير الجيني لأن عدد العُسر هو نفسه تقريباً في أي مكان حول العالم.
وتقترح بعض الدراسات أن الأمر يتعلق بطريقة ترتيب الدماغ في نصفي الكرة الدماغية، حيث يتحكم النصف الأيسر منه عادة في الجانب الأيمن من الجسم، ويتحكم النصف الأيمن في الجانب الأيسر من الجسم، بينما يعتمد الشخص الأعسر على الدوام على النصف الأيمن.
ويتحكم نصف الدماغ الأيسر في الكلام واللغة والكتابة والمنطق والرياضيات والعلوم، بينما يتحكم الجانب الأيمن بالموسيقى والفن والإبداع والإدراك والعواطف والعبقرية، ولذلك فإن الشخص الأعسر غالبا ما يكون مبدعا أو مفكرا.
وفي تقرير تم نشره في العام 2016، قال الباحثون إن اعتماد المرء على يد بشكل أكبر من الأخرى، هو نموذج يمتد إلى أعضاء أخرى من الجسم أيضا، مثل العينين والأذنين، حيث يمكن أن تهيمن إحداهما على الأخرى تماما كما يحدث مع اليدين أو القدمين.
وفي الواقع، إحدى الفرضيات الأكثر غرابة لشرح ندرة استخدام اليد اليسرى هي أن طفرة جينية تتسبب في هيمنة اليد اليسرى، وفقاً لشرح ألاسدير ويلكينز في العام 2011.
وعلى الرغم من أن الجينات تلعب دوراً كبيرا في تحديد هيمنة يد على أخرى، فربما لا تقدم الإجابة الكاملة لتفسير العلاقة، حيث أن هناك مجموعة من الأشخاص يفضلون استخدام اليد اليسرى عن اليمنى بحكم العادة والاكتساب.
ومن المرجح أن يكون للوالدين العسر أطفال عسر مقارنة بالآباء الذين يستخدمون اليد اليمنى، وهو تفضيل يمكن رؤيته في الرحم، لكنهم ما زالوا يميلون إلى إنجاب أطفال يستخدمون اليد اليمنى بشكل عام.
وكافح الباحثون لتحديد الجينات المسؤولة بالضبط عن زيادة فرص أن يصبح الشخص أعسر.
وفي عام 2019، كشف تحليل 400 ألف سجل فردي عن المناطق الجينية المرتبطة باستبداد اليدين، أنّ أربع مناطق من الجينوم ترتبط عموما بسيطرة اليد اليسرى، وشاركت ثلاث من هذه المناطق الأربع في نمو الدماغ وبنيته.
ولكن تشير أبحاث أخرى إلى أن هناك على الأرجح عشرات الجينات التي تلعب دورا في تحديد ما إذا كان سينتهي بنا المطاف بالكتابة بيدنا اليسرى أو اليمنى.
وعلاوة على ذلك، ربطت دراسات أخرى عوامل مثل مستويات هرمون الإستروجين ووضعية الولادة بمستويات متفاوتة من استخدام اليد اليسرى واليمنى.
وباختصار، يبدو أن هناك الكثير من الاعتبارات قيد التنفيذ، ويواجه الباحثون صعوبة في ربطها معا. وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نخبرك بالضبط عن السبب، ولكن من الواضح أن العلماء يعملون بجد للعثور على إجابة.