خطوات لجعل الطفل شخصاً اجتماعياً

النمو الاجتماعي مرحلة يمر بها الطفل وتبدأ منذ ولادته، حيث يتفاعل مع المحيطين به، فنجد الطفل يبكي عندما يكون وحده في الغرفة، لذلك يبدأ الطفل بالمرور بمراحل مختلفة من النمو الاجتماعي، وهنا يظهر دور الأهل؛ حيث يجب الانتباه على إشعار الطفل بأنه قادر على تطوير نفسه، والقيام ببعض المهام التي يمكن أن يعتمد بها على نفسه ويشعر بنوع من الاستقلال. معنا خبيرة الطفولة الدكتورة فؤاده هدية أستاذة علم نفس الطفل بالجامعة لتوضيح مراحل النمو الاجتماعي للطفل ودور الأهل.. .إضافة إلى الخطوات التمهيدية لذلك

مراحل تمهد النمو الاجتماعي للطفل

تبدأ مرحلة الثقة منذ ولادة الطفل حتى السنة الثانية من عمره، فالاتجاه النفسي الاجتماعي للطفل الذي يولد لديه هو الشعور بالثقة بهذا العالم
دور الوالدين تنمية ثقة الطفل بنفسه باستمرار؛ وذلك يكون بإشباع حاجاته الأساسية مع توفير الحب والحنان للطفل؛ كي تزداد ثقته بهذا العالم
إذا كانت رعاية الطفل سيئة وسلبية فسوف يولد شعور الخوف لدى الطفل ،وبالتالي لا يثق بالعالم المحيط به، ويشعر بعدم الأمن
الاستقلال.. ويبدأ في الثالثة

تبدأ في سن الثالثة من عمر الطفل، وفي هذه المرحلة يسعى الطفل لتحقيق نوع من الاستقلال، حيث يولد لدى الطفل الشعور بالاستقلال الذاتي عندما يتوفر له الحب والحنان
دور الأهل تشجيع الطفل على عمل ما يقدر عليه بطريقته، ولكن تحت إشرافهم، كما يتولد لدى الطفل الشعور بالخجل
كما يشكك الطفل بقدراته إذا أدى الأهل الأعمال نيابة عنه، لذلك ينصح الأهل بترك الطفل ليمارس أعماله بنفسه
المبادرة ..وتبدأ في الرابعة

مقابل الخجل تمتد من سن الرابعة حتى الخامسة، وفي هذه المرحلة يسمح للطفل بالتجربة والاكتشاف
وتكثر أسئلة الطفل التي يجب على الأهل التعامل معها بشكلٍ إيجابي لتنمية الجانب الإيجابي نحو المبادرة
ولكن إذا كان التعامل مع أنشطة الطفل بشكلٍ سلبي فسيولد لديه شعور بالإثم في كل ما يقوم به في المستقبل
الاجتهاد.. من السادسة وحتى الثانية عشرة

تمتد من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة، حيث يلتحق الطفل في هذه المرحلة بالمدرسة، ويتحكم بسلوكه، ويتولد لديه حب الاستطلاع
يحصل الطفل في هذه المرحلة على التقدير من خلال اجتهاده ونجاحه في أدائه، ولكن يجب الانتباه إلى ضرورة عدم إشعار الطفل بالنقص
فلا تحاولي إحباطه ومعاملته بأنه شخص فاشل في حياته، ومضايقته
الهوية..والنضج الجسمي

تبدأ من سن الثانية عشرة حتى سن الثامنة عشرة، ويكون الهدف من هذه المرحلة الاستقلال عن الوالدين
وكذلك إثبات الهوية، والنضج الجسمي، أما الخطر الذي يتعرض له الطفل أساساً؛ فهو الاندماج في الدور، وخاصة عن طريق التشكيك بالهوية الجنسية والمهنية
مراحل النمو الاجتماعي

أولاً: مرحلة الرضاعة تبدأ منذ الولادة حتى السنة الثانية: يكون الطفل محدود الاجتماعية في هذه المرحلة، وفي منتصف العام الأول يمرحُ إذا لاعبه أحد
ثانيا: في نهاية السنة الأولى يكوِّن علاقات اجتماعية مع الكبار أكثر من الصغار، ويبدأ اتصاله الاجتماعي مع الأم ثمّ الأب، ثمّ الآخرين الموجودين حوله
ثالثا: في نهاية السنة الثانية يزداد اتساع البيئة الاجتماعية، ويبدأ الطفل بتكوين علاقات مع الأطفال الآخرين، ويكون اللعب فردياً على الأغلب
مرحلة الطفولة المبكرة(2 – 6) سنوات

تسمى هذه المرحلة مرحلة ما قبل المدرسة، ويتركز النمو الاجتماعي فيها في تعليم الطفل كيف يعيش في عالم يتفاعل فيه مع الناس، ومن أهم مظاهر النمو في هذه المرحلة
يكون عند الطفل صديق أو اثنان، وسرعان ما تتغير صداقتهم، تكثر المشاجرات بين الأطفال في هذه المرحلة، لعدم قدرتهم على التعاون
يحرص الطفل على مكانته الاجتماعية ، يحب الطفل الاستقلالية والمنازعات
يجب على الأهل أن يعطوا طفلهم كثيراً من التقبل والحب والتشجيع، وتعليمه المهارات الاجتماعية وآداب السلوك، وتنميتها واستخدام التعزيز، وتجنُّب العقاب
مرحلة الطفولة المتوسطة(6 – 9) سنوات

يدخل الطفل المدرسة في هذه المرحلة، وتتميز باتساع الآفاق المعرفية، وتعلُّم المهارات الجسدية اللازمة لممارسة اللَّعب
يكون النمو الجسمي فيها بطيئاً، ويتميز الطفل بالنشاط والحركة، وتتطور مجموعات الأصدقاء
تتسع دائرة الاتصال الاجتماعي بذهاب الطفل للمدرسة ، يختار الطفل أصدقاءه وعادة ما يكون له صديق واحد
يحب الأطفال الألعاب المنظمة في مجموعات صغيرة، تكثر الصداقات ويكون اللَّعِب جماعياً
يحصل الطفل على المكانة الاجتماعية
مرحلة الطفولة المتأخرة(9 – 12) سنوات

تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل المراهقة، فيصبح السلوك أكثر جدية، وتتميز ببطء معدل النمو، بالنسبة للمراحل السابقة، ويزداد التمايز بين الجنسين وتعلُّم مهارات الحياة والمعايير الأخلاقية والقيم، وتعتبر هذه المرحلة من أنسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي
تستمر عملية التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة، فيعرف الطفل المزيد من المعايير، والقيم والاتجاهات ومعاني الخطأ والصواب، ويهتم بالتقييم الأخلاقي والسلوك، يفضِّل الطفل الاندماج مع الأصدقاء
يبدأ بالشعور بالولاء للجماعة، يزيد نقد الطفل لتصرفات الكبار
مسؤولية الأهل

التغييرات الاجتماعية التي تواجه الطفل في نموه وتطوّره من أهم الجوانب المهمّة التي تقع على عاتق الأهل في تربية الأطفال؛ بحيث يشير نمو الطفل إلى قدرته على إنجاز مهمّات معقّدة كلما تقدّم في العمر
اختلاف الأطفال لا يقتصر على المظهر الجسدي فحسب، بل هناك الاختلافات الاجتماعيّة والعقلية التي تظهر من خلال شخصيّاتهم وسلوكهم، وكيفيّة تعاملهم مع الأطفال الآخرين، واستجابتهم للبيئات المحيطة بهم
يستخدم مصطلح «تنمية الطفل اجتماعياً» لوصف التغييرات في النمو الجسمي للطفل، وكذلك قدرته على تعلم المهارات الاجتماعية، والعاطفية، والسلوكية والتفكير، وكذلك التواصل التي يحتاجها للاستمرار في حياته
كل هذا مرتبط مع بعضه، ويعتمد كل منها على المجالات الأخرى ويؤثر فيها، وفي السنوات الأولى من عمر الطفل يتطور عقله أكثر وأسرع من أي وقت مضى في حياته
إضافة إلى التجارب المبكّرة في حياة الطفل وعلاقاته والأشياء التي يراها ويسمعها واللمسات والروائح والأذواق كلها تعمل على تحفيز عقله
هذه التجارب تخلق ملايين من الروابط، هذا عندما يتم وضع أسس التعلم والصحة والسلوك المناسبة له طوال حياته
التطوّر العاطفي والاجتماعي للطفل

يبدأ الطفل في تطوير شخصيّته المميّزة تدريجياً؛ تحدث تغييرات كبيرة في قدراته الاجتماعيّة والعاطفيّة والفكريّة، يبدأ بالاستكشاف من تلقاء نفسه وتزداد حركاته ونشاطاته
يرغب في تعلّم أشياء جديدة، وتزداد مفرداته وجمله ويكرّر ما يسمعه من كلمات خاصة من التلفاز
يتصرف باستقلاليّة ولكن ما زال يعتمد على الآخرين، بحيث يستطيع غسل وجهه ويديه وأسنانه
يمكنه رسم أشياء بسيطة ويلوّن، كما يبدأ باللّبس وحده والتي غالباً ما تكون بالجهة المعكوسة

اطفالالمراه