يروي صديق أنه عندما كان يتنقل خلال سفره بين جزر الفلبين وخليج المكسيك وبيليز، كان يواجه السؤال نفسه دومًا: “لماذا تأتي إلى هنا، وعندكم البحر الأحمر؟”، وفي سنة 2017، بعدما جرّب الغوص داخل المملكة أدرك روعة المكان.
تتمتع السعودية بموقع جغرافي مميز يطلّ على البحر الأحمر، بداية من مدينة جازان ومحمية جزر فرسان، صعودًا إلى أقصى الشمال الغربي عند مدينة حقل المطل على خليج العقبة، بمسافة تتجاوز 1700 كيلومتر، ممّا يحقّق تنوّعًا في تفاصيل الحياة الثقافيّة المجتمعية البحرية المطلة على البحر الأحمر. وما يميز البحر الأحمر، بحسب الرحّال الشاب، أنه لا يقع بجوار أي محيط، وبالتالي تيّاراته متزنة، وهناك ندرة في حدوث الزلازل فيه، كما أنّ درجة الحرارة ثابتة فيه على مدار العام بمعدّل 25 درجة مئوية، ممّا يسهّل نموّ المرجان بوفر، المرجان الذي يمتاز بروعة ألوانه.
يقول صديق: “سواء قرّر المرء الغوص في مدينة جدة أو ينبع أو مدينة أملج، صعودًا نحو الشمال إلى مدينة ضبا ورأس الشيخ حميد، هو سيجد مياه صافية للغاية، والكثير من الدلافين في الصباح الباكر وقبل الغروب، الأمر الذي يجعل من الرحلة إلى ساحل البحر الأحمر الصيف مميزة للغاية”. ولأن صديق من هواة الغوص، فإنّه يجد مدينة ينبع موقعًا مثاليًّا يحتوي على الكثير من الشعب المرجانية، كشعاب الأخوات السبعة، وحديقة النيمو، وكلها شعب نمت بشكل طبيعي بدون أي تدخّل بشري، بالإضافة إلى حطام سفينة إيونا الغارقة في أعماق البحر، التي تجعل من تجربة الغوص في مدينة ينبع تجربة استثنائية جدًّا.
هواة السباحة لن يجدوا أجمل من أملج بحسبه، فهذه المدينة التي تسمّى بـ”مالديف السعودية”، تمتلك رمالًا بيضاء اللون ومياه تركوازية، فيما يخيم الهدوء والطمأنينة على الموقع.
أما عن الطعام فإنّ منطقة البحر الأحمر غنية بسمك الناجل الأحمر اللون وسمك الحريد ذي اللون الأزرق، وهو طعام تقليدي ينصح بتذوّقه، إلى جانب أرز الصياديّة محلّي الصنع.