رشيد عساف يجسد بطولة الروح والقضية في “حارس القدس”

رغم خبرة وتاريخ النجم السوري رشيد عساف وأعماله الكثيرة عبر مسيرته الفنية الطويلة غير أن المتابع لأدائه عبر أعماله المختلفة وخاصة البيئة الشامية منها أو البدوية يلحظ الفارق الكبير بين أدائه في البطولة لتلك الأعمال وبين أدائه في بطولة مسلسل “حارس القدس” الذي تحكمه الشخصيّة العامة التي يقدمها والمعروفة عربياً وعالمياً وهي المطران إيلاريون كبوجي.

ومنذ الحلقة الأولى من العمل التي ظهر بها الفنان عساف، حيث يتناول المسلسل سيرة حياة المطران “إيلاريون كبوجي” مع التركيز على الأيام السبعة الأخيرة من حياته في الفاتيكان، بدا الرهان كبير من صناعه ومن الفنان رشيد عساف أن تكون بطولته هذه المرة نابعة من قوة روح الشخصية وليس كما شهدناه في أعمال البيئة الشامية بطلاً وزعيماً ومؤثراً بحكمته وقوته الجسدية وقتاله في المعارك.

ويتابع الجمهور العربي النجم رشيد عساف على غير ما شاهدوه من المواسم الرمضانية الفائتة التي حملت مشاركة عساف في أعمال البيئة الشامية والتي اعتاد فيها أن يكون الزعيم، وكبير الحارة، مثل مسلسلات “عطر الشام”، و”طوق البنات”، الذي لعب فيه دور”أبو طالب” الشخصية النضالية التي تقاوم الفرنسيين، وتعمل لأجل أهل الحارة.

ولعل النضال هو القاسم المشترك بين تلك الشخصيات وشخصية المطران كبوجي “حارس القدس” مع اختلاف الطريق، والبيئة، والشعور والأدوات المستخدمة خاصة وأن المطران وضع نفسه في خدمة فلسطين وشعبها، وكانت القضية في عهدته بأيادٍ أمينة.

إلا أن الفروقات في الأداء بين ما ظهر به سابقاً عن أدائه في مسلسل “حارس القدس” كبيرة جدا تُظهر قدرة النجم السوري على تطويع أدائه لتقديم الشخصية كما قال سابقاً أنه حاول أن يُظهر روح الشخصية ويأتي بفعلها وأدائها وطبعها لابشكلها. وهو ما ظهر عليه عساف في أدائه بتأثير وأثر صوته المنخفض لا المرتفع، فكان بطلها بامتياز في هدوئه وإنسانيته التي حاول تناول طبائعها من شخصية المطران لتجد لها سمات في وجهه ضمن مشاهد عديدة مع الحلقات الأولى.

وخلال متابعتنا للحلقات الأولى والمقارنة بين ماصرح به عساف سابقا حول طبيعة الشخصية، واهتمامه بمتابعتها والسؤال عنها والقراءة حولها نجده يحاول التوحد مع قلبها أكثر من بحثه عن الشكل الذي اقترب فريق العمل من رسم تفاصيله على وجه رشيد عساف.

وبرغم أن العمل لم يزل ببدايته غير أن العديد من ردود الفعل بدأت بالظهور وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول نجاح العمل بتناوله لقضية هامة في العالم العربي، ونجاح المخرج في الخروج من الإطار الواحد عبر تعدد أماكن التصوير والاستعاضة عن الأماكن الحقيقية بين الشرق والغرب بما يناسب ويقدم شكل البيئة وصورة المكان. وتفوقه على ما تم تقديمه سابقا من أعمال السيرة الذاتية بالاستناد إلى مرجع هام جدا وهو الأب الياس زحلاوي الذي كانت له الاستشارة التاريخية والدينية في العمل، والذي كان على معرفة بالمطران وعلى اتصال معه، وهذا ما كان عاملاً إضافياً لنجاح العمل.

وبرغم أن بعض مشاهد المطران تتحدث عن فترات متقدمة من حياته بين طفولته وشبابه والتي يؤديها ممثلان آخران يبقى الرهان والانتظار حول ما يمكن أن يفعله عساف في تقديم هذه الشخصية في الحلقات المقبلة من العمل.

يشار إلى أن “حارس القدس” من تأليف حسن م. يوسف وإخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بإشراف وزارة الإعلام السورية.

ومن بطولة كل من صباح الجزائري وسامية الجزائري وأمل عرفة ويحيى بيازي وعهد ديب وغيرهم.

وصاغ موسيقى العمل الموسيقار سمير كويفاتي والذي استعان بلحن ترتيلة “يا يسوع الحياة”، وجاءت مقدمته الغنائية بصوت المطربة ميادة بسيليس.