السودان يفتح معبرا حدوديا.. «شريان أمل» لجوعى دارفور

بعد طول انتظار، السودان يقرر فتح معبر “أدري” الحدودي مع تشاد للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.

ولطالما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بفتح هذا المعبر لإيصال المساعدات الإنسانية لآلاف المتضررين من القتال في دارفور.

وفي بيان صدر اليوم الخميس، واطلعت عليه “العين الإخبارية”، قال مجلس السيادة السوداني إنه قرر في اجتماعه الدوري اليوم توجيه مفوضية العمل الإنساني بالتنسيق مع العون الإنساني القطري، بفتح معبر أدري الحدودي لمدة 3 أشهر حسب الضوابط المتعارف والمتفق عليها.

وأوضح أن فتح المعبر يأتي “لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.”

وسبق أن رفضت السلطات السودانية فتح المعبر الحدودي مع تشاد، تحت ذريعة إمكانية استغلاله في تزويد قوات “الدعم السريع” بالسلاح.

شريان حياة

تسبب إغلاق المعبر الحدودي، في حدوث مجاعة بمناطق متفرقة في دارفور، خاصة مخيم “زمزم” بولاية شمال دارفور.

ويواجه الآلاف في مخيمات النزح بدارفور غربي السودان، شبح المجاعة حيث يموت يوميا ما بين 20 إلى 25 شخصا، بسبب استمرار الحرب ونقص الغذاء المتصاعد.

ووفق خبراء ومسؤولين في الأمم المتحدة، فإن تصنيف البلاد على أنها دولة مجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح الوكالات القدرة على توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.

ويبلغ عدد سكان معسكر “زمزم”، الذي يقع جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، على بعد حوالي 12 كيلومتر، نحو نصف مليون نازح.

ويقول المواطن، عمر أحمد، إن فتح معبر “أدري” الحدودي مع تشاد، سينقذ الآلاف من المجاعة في دارفور، خاصة الذين يقطنون في مخيمات النزوح.

وأوضح أحمد في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن الأوضاع الإنسانية في ولاية شمال دارفور معقدة للغاية بسبب نقص الغذاء والجوع، معتبرا أن “فتح المعبر الحدودي خطوة جيدة”.

وأضاف أن “آلاف الشاحنات المكدسة بالغذاء والدواء كانت متوقفة في المعبر بانتظار التصاريح الحكومية لدخولها إلى ولايات دارفور، والآن يمكن أن تصل المساعدات الإنسانية للمتضررين.”

ووفق أحدث تقرير حول الأمن الغذائي بالسودان، صادر في 27 يونيو/حزيران الماضي، فإن 25.6 مليون سوداني يعانون من الجوع الشديد، بينهم 755 ألف شخص في مرحلة المجاعة، ويقترب نحو 8.5 مليون شخص آخر من هذه المرحلة.

في الأثناء، أشارت شبكة الإنذار المبكر، إلى أن مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، يواجه مجاعة كما يحتمل وقوعها في مخيمين آخرين.

كما ذكرت الشبكة، في تقرير اطلعت عليه “العين الإخبارية” مؤخرا، أن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أفادت بأن المجاعة مستمرة حاليا في مخيم زمزم.

 وأشار التقرير إلى احتمال وقوع مجاعة في مخيمي “أبو شوك” و”السلام”، حيث تقلل الأدلة المتاحة والمحدودة من القدرة على تأكيد أو نفي وقوعها.

وتوقع التقرير استمرار المجاعة في المخيمات الثلاثة حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل على الأقل، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة إلى ما بعد هذا الشهر في حال غياب المساعدات الغذائية.

حمم الحرب

دمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة لتوسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.

وفاقمت الحرب من حدة الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة بمخيمات النازحين، إثر تسبب الاشتباكات الناجمة عنها في تعطيل وصول المساعدات الإنسانية الدولية إلى الإقليم.

وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 أكبر أزمة إنسانية على المستوى الدولي، إذ اضطر الناس إلى تناول أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار في دارفور، لعدم توفر الغذاء في مخيمات النزوح البالغة عددها 51 في ولايات دارفور الخمس.

ويشهد إقليم دارفور منذ 2003 نزاعا مسلحا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة نحو 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

الدعم السريعالسودانتشاددارفور