في عالمنا المتصل رقميًا، يمكن أن تكون أسباب انقطاع الإنترنت غير متوقعة وغريبة في بعض الأحيان. فقد عاش العالم، مؤخرًا، ما سُمي بـ”أسوأ أزمة رقمية إطلاقًا”، حيثُ أدى تحديث برمجي فاشل من شركة الأمن السيبراني العملاقة “CrowdStrike” إلى تعطل حوالي 8.5 مليون جهاز حاسوب حول العالم.
وألغت شركات الطيران أكثر من 46 ألف رحلة في يوم واحد، بينما ألغت المستشفيات عددًا كبيرًا من العمليات الجراحية، وواجهت خدمات الطوارئ حول العالم اضطرابات.
ومع تزايد تشابك الإنترنتربنى التحتية، لن تكن حادثة انقطاع الإنترنت الأولى أو الأخيرة، لا سيما أن تاريخ الحوسبة مليء بأمثلة تدل على الهشاشة الرقمية.
خلل في قاعدة البيانات
حدث أحد أقدم الانقطاعات الكبرى، في العام 1997، إثر خلل في شركة “Network Solutions Inc”، وهو أحد المسجلين الرئيسين الذين يصدرون أسماء النطاقات لمواقع الويب.
وأدى خطأ حينها في تكوين قاعدة البيانات إلى تعطل كل موقع ويب ينتهي بـ”com” أو “net”، ما أدى بدوره إلى إغلاق حوالي مليون موقع، وهو ما كان في ذلك الوقت يشكل جزءًا كبيرًا من الويب.
مُسنة تقطع كابل الإنترنت
كانت اتصالات الإنترنت في أرمينيا بأكملها تعتمد على كابل واحد من الألياف الضوئية يمر عبر جورجيا، وفي العام 2011، قطعت امرأة تبلغ من، العمر حينها 75 عامًا اتصال الإنترنت عن جميع الأرمن، البالغ عددهم 2.9 مليون شخص، عندما قطعت ذلك الكابل بمجرفة ومنشار بالقرب من قرية كساني الجورجية.
وتم القبض على المرأة، التي كانت تبحث عن النحاس في ذلك الوقت، ولكن أُطلق سراحها بعد فترة وجيزة بسبب تقدمها في السن، وقالت للصحافيين لاحقًا: “ليس لدي أي فكرة عما هو الإنترنت”.
أسماك القرش تأكل الكابلات
تواجه كابلات الألياف الضوئية، التي يبلغ طولها آلاف الكيلومترات والممتدة عبر قاع المحيط مخاطر خاصة، ومنها أسماك القرش، التي تتمتع بشغف غامض بقضم الكابلات الموجودة تحت سطح البحر، وهو ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في الماضي.
وهناك تاريخ طويل من آثار الأسنان على الكابلات الموجودة في المحيطات، وليس فقط من أسماك القرش، ولكن أيضًا من الأسماك الأخرى على غرار أسماك “البراكودا”، ويمكن للسن أن يخترق العزل ما يؤدي إلى غرق الكابلات في المياه، وقد تسبب ذلك بحدوث مشكلات لكابلات الهاتف والتلغراف، منذ العام 1964، على الأقل.