بينما كان متوقعاً أن يصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع في زيارة مفاجئة، انشغلت الأوساط الأميركية بقرار انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة، فسحب ذاك الحدث الضوء من الزيارة إلى حدّ كبير.
أهالي الأسرى يضغطون
فقد حافظ رئيس الوزراء الإسرائيلي على مستوى زخم منخفض من الأعمال بعد وصوله إلى العاصمة الأميركية، حيث شهدت الساعات الأربع والعشرين الأولى من زيارة نتنياهو سلسلة من الاجتماعات الصغيرة مع عائلات الأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأكد رئيس الحكومة للحاضرين على أنه تم تحقيق تقدم في التفاوض على تبادل الأسرى الـ120 المتبقين كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه دافع عن التأخير من أجل الحصول على شروط أفضل، وفق تعبيره.
وقال نتنياهو، بحسب تصريحات الاجتماع، إن عملية التبادل لن تكون دفعة واحدة، ثم تأسف من هذا الإعلان، وفقاً لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
كذلك أوضح أن الاتفاق سيكون على مراحل، لكنه اعتقد رغم ذلك أن إسرائيل ستكون قادرة على المضي قدما في الاتفاق والحفاظ على وسائل الضغط التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح الآخرين، بحسب زعمه.
وكان بعض الموجودين في الغرفة من أفراد العائلات الذين أحضرهم نتنياهو بنفسه إلى واشنطن على متن طائرته الرسمية.
لكن نتنياهو حذر من أن الطريق إلى التوصل إلى الاتفاق سيكون من خلال الاستمرار في ممارسة الضغط على حماس، حتى مع حث بعض عائلات الأسرى رئيس الحكومة نتنياهو على إبرام الاتفاق في أسرع وقت ممكن.
إلا أن نتنياهو ورغم ذلك بقي مصرّاً على موقفه، قائلاً: “أنا لست مستعدا للتنازل عن الانتصار على حماس تحت أي ظرف من الظروف. إذا تنازلنا فسوف نكون في خطر من محور الشر الإيراني بأكمله”.
وبعد يوم واحد من رحلته، لم يلتق نتنياهو بأي مسؤولين أميركيين علنًا، بل تم تأجيل اجتماعه مع بايدن، الذي يتعافى من كوفيد-19، إلى يوم الخميس.
وقال ترامب إنه سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا.
كما لم يتم الكشف عن مواعيد الاجتماعات مع هاريس التي أصلاً تتبنى مسارا حذرا فيما يتعلق بإسرائيل وغزة.
ومن المقرر أن يلقي بايدن كلمة للأمة مساء الأربعاء، متفوقا مرة أخرى على رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ساعات فقط من إلقاء نتنياهو خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس.
بدوره علّق آرون ديفيد ميلر، المسؤول البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والذي يركز على السياسة الخارجية الأميركية والشرق الأوسط، معتقداً أن نتنياهو شعر بالفزع لأنه ليس محور الاهتمام، في إشارة منه إلى انسحاب بايدن وما يحدث مع كامالا.
خطاب أمام الكونغرس ولقاءات
يذكر أنه من المقرر أن يلتقي نتنياهو، الثلاثاء، مع زعماء المجتمع المسيحي في الولايات المتحدة، ثم يعقد اجتماعا مع زعماء المجتمع اليهودي المحلي، وفقا لمكتبه.
نتنياهو يزور واشنطن وسط حالة الضبابية السياسية
وكان العشرات من المشرعين الديمقراطيين يخططون لمقاطعة الخطاب أمام الكونغرس بعد ظهر الأربعاء.
كما لن تحضر هاريس، وهو ما قاله أحد مساعديها بسبب تعارض في الجدول الزمني.
ووفقًا لجدول أعماله المعلن، سيلتقي نتنياهو برئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قبل الخطاب.
إلى ذلك، رأى محللون أن نتنياهو ربما يعتمد على الحرب لتحويل الانتباه عن الصعوبات السياسية التي يواجهها، أو ربما يؤجل التوصل إلى اتفاق حتى تنتهي الاضطرابات الداخلية في الولايات المتحدة ويتم اختيار الرئيس المقبل.