أميركا تتأهب لحماية قواعدها.. ماذا يعني المستوى “تشارلي”؟

لا شك في أن تنظيم داعش كمجموعة مركزية صلبة انتهى، لكن العديد من المحللين والمسؤولين الأمنيين يعتقدون أن التنظيم الذي هزم في معاقله الأساسية بالشرق الأوسط، حقق تقدما كبيرا في إفريقيا وأجزاء من جنوب آسيا، حيث سيطر على أراض وموارد يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لحملة جديدة من العنف.

ولعل هذا ما دفع عددا من الحكومات الغربية إلى رفع مستويات التأهب الأمني لاسيما بعد الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو مارس/آذار الماضي، والذي تبناه داعش وأسفر عن مقتل 150 شخصا.

فقد أعلن الجيش الأميركي بعد أشهر من الحادث، رفع مستوى التأهب في عدد من قواعده في أوروبا، حسبما ذكرت وسائل إعلام أميركية عدة، الاثنين.

ماذا يعني رفع التأهب بالقواعد الأميركية؟

أكدت الولايات المتحدة رفع مستوى التأهب في قواعدها في أميركا إلى المستوى “تشارلي”، وهو ثاني أعلى مستوى، وفق ما نقلت شبكة “CNN”، عن مسؤولين تحدثوا شريطة عدم كشف أسمائهم.

وأوضح الجيش في بيان عبر موقعه الرسمي أن هذا المستوى يطبق عند وقوع حادث أو عند تلقي معلومات استخبارية تشير إلى احتمال حدوث نوع من أنواع العمل الإرهابي أو الاستهداف ضد أفراد أو منشآت.

وأضاف أن المستوى الأعلى فهو “دلتا”، ويطبق عندما يكون الهجوم الإرهابي جاريا أو وشيكا.

بدورها، لم تؤكد قيادة القوات الأميركية في أوروبا حصول هذا التغيير في الوضع، لكنها قالت “نبقى يقظين”.

أما وزارة الدفاع الأميركية /البنتاغون، فأوضحت أن سبب القرار مجموعة عوامل قد تؤثر في سلامة وأمن العسكريين الأميركيين وعائلاتهم المتمركزين في المسرح الأوروبي.

ولهذا رأت ضرورة في أن تضاعف القيادة الأميركية في أوروبا جهودها للتشديد على ضرورة اليقظة خلال أشهر الصيف.

كذلك نصحت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين في ألمانيا، حيث يقع مقر قيادة القوات الأميركية في أوروبا، بتوخي مزيد من الحذر بسبب خطر وقوع أعمال إرهابية.

يأتي هذا االإعلان بينما تعيش الدول الأوروبية هذه الفترة حال تأهب قصوى منذ أن قتل مسلحون نحو 150 شخصا في ضواحي موسكو في مارس في هجوم تبناه تنظيم داعش في خرسان.

كما رفعت فرنسا حال التأهب استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية في باريس، وزادت عمليات المراقبة ورفعت التحذير من المخاطر إلى أعلى مستوى.

كذلك أمرت إيطاليا بتعزيز الإجراءات الأمنية.

وفي ألمانيا، وصف المسؤولون “الخطر الأمني بالمرتفع” قبل أشهر، خصوصا أنها تستضيف حاليا بطولة أمم أوروبا 2024 لكرة القدم.

نشاط لتنظيم داعش

يذكر أنه ووفقاً للاستخبارات التي قدمتها الوكالات الغربية وغيرها إلى الأمم المتحدة، فإن أنظمة مماثلة تربط داعش في ولاية خراسان الذي نفذ هجوم موسكو، بالقيادة المركزية.

تحذير من هجمات واسعة النطاق من قبل داعش أو القاعدة ضد أميركا

ووجد تقرير حديث للأمم المتحدة أن اتصالات واسعة النطاق نشطت في السنوات الأخيرة بين التنظيم في ولاية خراسان والقيادة المركزية لداعش.

كما كشف أنه في بعض الأحيان، يسافر بعض السعاة لجلب الأموال أو التعليمات إلى القادة الرئيسيين في وسط وجنوب آسيا.

إلى ذلك، يتم التواصل أيضا بين الأفرع والقيادة عبر وسائل التواصل، حيث أكد مسؤولون أمنيون غربيون أنه يتم استخدام مجموعة متنوعة من منصات الوسائط الاجتماعية المشفرة لإرسال الرسائل.

ولعل التحذيرات الأميركية التي أرسلت لروسيا قبيل وقوع الهجوم الداعشي في مارس الماضي، على مسرح كروكوس، أتت من اعتراض إحدى تلك الرسائل بحسب ترجيحات بعض المراقبين.