توقف العد التنازلي لإطلاق الكبسولة ستارلاينر الفضائية الجديدة التابعة لبوينج في رحلتها التجريبية المأهولة الأولى اليوم السبت، مع تأجيل المهمة لمدة 24 ساعة على الأقل، وذلك للمرة الثانية في غضون أسابيع بسبب مشكلة فنية لم يكشف عنها.
والرحلة الأولى المرتقبة للمركبة سي.إس.تي-200 ستارلاينر، التي ستحمل رائدي فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، متأخرة كثيرا بالفعل. وتأتي فيما تسعى بوينج للحصول على حصة أكبر من الأنشطة المربحة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إذ تهيمن عليها الآن شركة سبيس إكس التابعة للملياردير إيلون ماسك.
وكانت الكبسولة جاهزة للإطلاق من مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا على متن الصاروخ (أطلس 5) الذي قدمته شركة يونايتد لونش ألاينس، وهي مشروع مشترك بين بوينج ولوكهيد مارتن.
ووفقا لمسؤولي المهمة، فإنه قبل أقل من أربع دقائق من الإقلاع أطلق كمبيوتر النظام الأرضي أمر إلغاء تلقائيا أدى إلى إيقاف العد التنازلي مؤقتا.
ولم يتضح حتى الآن سبب إصدار هذا الأمر والمدى الزمني الذي ستستغرقه معالجة المشكلة الأساسية لكن فرصة الإطلاق التالية المتاحة للمهمة ستكون غدا الأحد عند الظهر تقريبا بالتوقيت المحلي. وتوجد أيضا فرصتان أخريان للإطلاق يومي الأربعاء والخميس.
وفشلت المحاولة الأولى لشركة بوينج لإرسال مركبة ستارلاينر غير مأهولة إلى محطة الفضاء في عام 2019 بسبب خلل برمجي وهندسي. ونجحت المحاولة الثانية في عام 2022 مما مهد الطريق لمحاولة إطلاق أول مهمة تجريبية مأهولة إلى الفضاء.
وفي السادس من مايو أيار تقرر تأجيل الرحلة قبل ساعتين فقط من موعد الإطلاق بسبب خلل في صمام ضغط في الصاروخ أطلس، وهو ما تلاه تأخير إضافي لأسابيع ناجم عن مشكلات هندسية أخرى في المركبة ستارلاينر نفسها. وتم حل هذه المشكلات منذ ذلك الحين.
واستعد الطاقم المؤلف من رائدي الفضاء باري ويلمور (61 عاما) وسونيتا وليامز (58 عاما) لانطلاق المركبة، وكلاهما من ناسا. وكانا مقيدين في مقعديهما على متن المركبة الفضائية لبضع ساعات قبل تعليق الإطلاق اليوم.
وساعد فنيون رائدي الفضاء على الخروج من الكبسولة بأمان بعد نحو ساعة من تأجيل الرحلة.
وعند إطلاق الكبسولة، من المتوقع أن تصل إلى محطة الفضاء بعد حوالي 26 ساعة وتلتحم بها على ارتفاع 400 كيلومتر تقريبا من الأرض.