أعادت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول الناتو والدول الأعضاء فيه التي لا تتمم واجباتها المالية تجاه هذا الحلف الدفاعي، إلقاء الضوء على تاريخ العلاقة السيئة، التي جمعت سيد البيت الأبيض السابق مع تلك الدول.
فخلال رئاسته اتسمت العلاقة بين ترامب وعدد من الدول الأوروبية المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي بالتوتر.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض
وقد أعاد كلامه أمس التذكير بمخاوف عدد من هذه الدول، لاسيما أنها أعربت سابقا عن قلقها من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، من كندا مروراً بألمانيا وصولاً إلى فرنسا وغيرها.
كما كررت فرنسا وألمانيا أمس إدانتهما أيضا لتلك التصريحات، بالإضافة إلى البيت الأبيض.
ففي يناير الماضي، ألمح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى أن بلاده تستعد للفوضى التي قد تجلبها عودة ترامب. وقال ترودو، الذي اشتبك في السابق مع ترامب بشأن التجارة وأدانه بطرق مختلفة، “لقد نجحنا في اجتياز أربع سنوات من حكم ترامب”، مضيفًا أن الأمر كان “صعبًا”.
كما أن المستشار الألماني أولاف شولتس لم يكن من محبي الرئيس الأميركي السابق، إذ اعتبر أنه جلب الانقسام إلى بلاده. وقد خاطر شولتس العام الماضي بإثارة غضبه عبر تأييده العلني لبايدن.
علماً أن المستشار الألماني تولى منصبه بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض، لكن سلفه أنجيلا ميركل كانت هدفا متكررا لانتقادات الرئيس الجمهوري السابق.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حاول في السابق مجاراة ترامب من دون أن يفلح، فعبر الشهر الماضي بطريقة أكثر دبلوماسية حيال احتمال فوز الرئيس الجمهوري السابق في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. إذ أوضح أنه يتقبل أي اسم يختاره الناس لرئاستهم، وفق ما نقل “أكسيوس”.
لكن يبدو أن الخوف الأكبر يقض مضاجع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لاسيما أن حلفاء ترامب الجمهوريين في الكونغرس هم من عرقلوا المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا.
كما أن المرشح الجمهوري كان أكد مراراً في السابق أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة، طبعا من دون أن يوضح الآليات.
كذلك أعرب أكثر من مرة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بالذكي.
إلى كل ذلك، يضاف التساؤل التالي، “إذا كان الرئيس الأميركي السابق رفض الدفاع عن حلفاء بلاده في الناتو ما لم يسددوا الأموال، فما الذي سيفعله حيال كييف التي أخذت حتى الآن من واشنطن أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية من بدء الغزو الروسي في فبراير 2022؟!”.
يذكر أن ترامب كان تحدث خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، مساء السبت، عن خبرته مع أعضاء “الأطلسي”. وقال راوياً ما حدث بينه وبين أحد زعماء الدول الأعضاء خلال اجتماع سابق حين كان رئيساً للبلاد “وقف رئيس دولة كبيرة وقال إذا لم ندفع الالتزامات المالية المقررة للحلف وتعرضنا لهجوم من قبل روسيا فهل ستحمينا؟”.
فأكد ترامب أمام ناخبيه أنه رد بكل صراحة قائلا: “إذا لم تدفعوا وتخلفتم عن السداد فلن أحميكم.. بل في الواقع سأشجع الروس على فعل ما يريدون!”.