في ظل التطور التكنولوجي الهائل، تقدم تقنيات الـAI نفسها كمحرك قوي للتحولات الاجتماعية والتكنولوجية في حياتنا اليومية.
ويمكن أن تتراوح هذه التطبيقات من إنشاء نصوص إلى توليد صور وفيديوهات باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي، بالإضافة إلى استخدام التطبيقات في مجال معالجة النصوص؛ حيث يتم تحليل وفهم اللغة الطبيعية بشكل أعمق. وتمكن هذه التقنيات من ترجمة اللغات، وتوليد محتوى نصي دقيق ومفهوم، وتحسين تفاعل الأنظمة مع المستخدمين بشكل أكثر فاعلية.
ويمكن لهذه التطبيقات – التعرف على الأشكال والوجوه، وحتى تحليل المشاعر المعبر عنها في الصور. وتسهم هذه التقنيات في تطور مفهوم الواقع المعزز وتحسين تجربة المستخدم في التفاعل مع الوسائط المرئية.
وشهد العام 2023 طفرة في تلك التقنيات، وحظيت تطبيقاتٌ بعينها بحضور ورواج كبيرين بين المستخدمين خلال العام؛ أبرزها -بحسب شركة Writerbuddy (التي تقدم أداة الكتابة بالذكاء الاصطناعي)- التطبيقات التالية:
تطبيقات فئة الدردشة والذكاء الاصطناعي التوليدي للنصوص: ويتقدّمها تطبيق ChatGPT الذي استخدمه أكثر من 14.6 مليار زيارة، وهو التطبيق التابع لشركة Open AI.
ومن التطبيقات في هذه الفئة أيضًا Character والذي بلغ عدد الزيارات له حوالى أربعة مليارات زيارة خلال العام 2023. أما تطبيق Bard من غوغل فانضم للقائمة بعدد زيارات بلغ أكثر من 240 مليون زيارة. كذلك تطبيق Janitor AI إذ بلغ عدد الزيارات له أكثر من 192 مليون زيارة.
وشهدت تطبيقات معالجة الصور والفيديوهات زخمًا كبيرًا، وفي هذه القائمة احتل تطبيق Midjourney الصدارة بعدد زيارات أكثر من 500 مليون زيارة. كذلك تطبيق Capcut (أكثر من 203 ملايين زيارة)، وهو تطبيق متخصص في توليد الفيديو. وكذلك تطبيق Civitai للصور بحوالى 177 مليون زيارة.
وفيما يخص الكتابة بالذكاء الاصطناعي جاء تطبيق Quillbot ضمن قائمة أكثر التطبيقات استخدامًا في العام الماضي بأكثر من مليار زيارة. وتطبيق NovelAI بحوالى 239 مليون زيارة في 2023 تقريبًا.
وحازت تطبيقات معالجة البيانات ومن بينها تطبيق Hugging Face على زيارات بلغت نحو أكثر من 316 مليون زيارة.
وتعتبر أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من حيث الفئة أو الموضوع، على النحو التالي:
1. تطبيقات إنشاء المحتوى
ضمن هذه الفئة، تتفوق التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى مكتوب. سواء كانت مقالات أو منشورات مدونة أو حتى كتابة إبداعية، فإن هذه التطبيقات تستفيد من خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لإنشاء نص متماسك وذي صلة بالسياق.
وتعد تطبيقات إنشاء المحتوى ذات قيمة كبيرة للمدونين والكتاب والشركات التي تتطلع إلى تبسيط عملية إنشاء المحتوى الخاصة بهم. ويمكن للمستخدمين توفير الوقت والجهد باستخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة المحتوى الأوليّ، والذي يمكن بعد ذلك تحسينه وتخصيصه حسب الحاجة.
2. تطبيقات معالجة الصور
شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تركز على معالجة الصور تطورات ملحوظة. من تحرير الصور إلى التعرف على الوجه، وتستخدم هذه التطبيقات خوارزميات رؤية الكمبيوتر لتحليل البيانات المرئية ومعالجتها.
ويمكن للأفراد والشركات الاستفادة من تطبيقات معالجة الصور لمهام مثل تحسين الصور وأتمتة تصنيف الصور وتنفيذ التدابير الأمنية من خلال أنظمة التعرف على الوجه.
3. المساعدون الافتراضيون وروبوتات الدردشة
أصبح المساعدون الافتراضيون المدعومون بالذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً وأكثر تفاعلية. وتوفر هذه التطبيقات للمستخدمين مساعدة شخصية، والإجابة على الاستفسارات، وتنفيذ المهام بناءً على إدخال اللغة الطبيعية.
وتم دمج المساعدين الافتراضيين وروبوتات الدردشة في العديد من الأجهزة والأنظمة الأساسية؛ مما يؤدي إلى تبسيط الاتصال وأتمتة المهام الروتينية. بدءًا من إعداد التذكيرات وحتى الرد على الاستفسارات، تعمل هذه التطبيقات على تعزيز الكفاءة والراحة.
4. تشخيص الرعاية الصحية
تُحقق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية خطواتٍ كبيرة، وخاصة في مجال التشخيص. ويمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل الصور الطبية والتنبؤ بالأمراض والمساعدة في خطط العلاج الشخصية.
ويمكن لمتخصصي الرعاية الصحية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإجراء تشخيصات أسرع وأكثر دقة. ويستفيد المرضى من الكشف المبكر والمشورة الطبية الشخصية؛ مما يؤدي إلى تحسين نتائج الرعاية الصحية الشاملة.
5. المركبات ذاتية القيادة والنقل
تَبنت صناعة السيارات الذكاء الاصطناعي لتطوير المركبات ذاتية القيادة؛ حيث تُمَكن خوارزميات التعلم الآلي المركباتِ من إدراك محيطها واتخاذ القرارات والتنقل دون تدخل بشري.
وتَعِدُ المركبات ذاتية القيادة بنقل أكثر أمانًا وكفاءة. ومع نضوج التكنولوجيا، يمكن للركاب أن يتوقعوا تحسين السلامة على الطرق، وتقليل الازدحام المروري، وتعزيز خيارات التنقل.
6. التحليل المالي والتداول
يتم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في القطاع المالي لتحليل البيانات واكتشاف الاحتيال واستراتيجيات الاستثمار. ويمكن لخوارزميات التعلم الآلي تحليل مجموعات كبيرة من البيانات لتحديد الأنماط واتخاذ قرارات مالية مستنيرة.
ويمكن للمستثمرين والمؤسسات المالية، الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل اتجاهات السوق، وإدارة المخاطر، وتحسين المحافظ الاستثمارية. وهذا يساهم في اتخاذ قرارات أكثر استنارة في عالم التمويل الديناميكي.