شهدت مصر خلال الـ 48 ساعة الماضية 3 حوادث قاتلة أودت بحياة أُسرٍ كاملة والسبب إما المدفأة أو تسرب غاز، فيما كشف متخصصان الأسباب التي تؤدي لتلك الحوادث خلال النوم ليلا وكيفية الوقاية منها.
صباح الجمعة اكتشف أهالي قرية الرحماية بمركز نجع حمادي في محافظة قنا جنوبي مصر، مقتل عروسين داخل منزلهما بعد ليلة واحدة من زفافهما، وكشف الطب الشرعي أنهما اختنقا بسبب تركهما المدفأة تعمل خلال نومهما في غرفة لا توجد بها تهوية جيدة.
وقبل هذا الحادث بساعات شهد مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية شمالي القاهرة مصرع زوجين وأطفالهما الأربعة خلال نوم الأسرة، وتبين من فحص المعمل الجنائي أن الوفاة حدثت نتيجة اختناقهم جميعا بفعل تسرب الغاز من السخان الموجود في المنزل.
والسبت، شهدت قرية الصوامع بمركز زفتى في محافظة الغربية شمالي القاهرة، وفاة ربة منزل وطفلها وإصابة زوجها باختناق شديد والسبب أيضا تسرب الغاز من السخان خلال النوم.
أسباب متعددة
من جانبه، قال مدرس الهندسة المعمارية في جامعة المنيا، أكرم يوسف، إن من واقع عمله في مشروعات إنشاء المباني وخاصة السكنية وجد أن مثل هذه الحوادث تأتي نتيجة ما يسمى أنظمة التدفئة أو التبريد في المنازل أو أنظمة الغاز و البوتاجاز.
يوسف، الذي يقوم بتدريس أكواد الحريق للطلبة في الجامعة، شرح أنه فيما يخص أنظمة التدفئة والتبريد فإن الأضرار الناجمة عن أي خلل بالأجهزة التي تقوم بتلك المهمة لها شقان، الأول فيما يخص الأجهزة التي تعمل بالكهرباء مثل المدفأة أو التكييف أو الثلاجة أو السخان أو حتى الغسالة وهكذا، فإن حوادثها تنتج في الغالب عن ماس كهربي.
ونوه إلى أن الماس الكهربي يحدث في الغالب لأن المباني السكنية خصوصا تكون شبكة الكهرباء بها غير مصممة لتحمل أعباء إضافية تخص تشغيل الأجهزة ذات الجهد العالي مما ينتج عنه حوادث الحريق المميتة.
يوسف قال إن الشق الثاني يتعلق بأن تكون تلك الأجهزة نفسها بها عيوب تصنيع أو أنها من ماركات غير موثوقة ولم تخضع لاختبارات السلامة المطلوبة، فتكون النتيجة أنه حتى لو المبنى توجد به شبكة كهرباء مصممة جيدة فإن تلك الأجهزة الرديئة تسبب الحرائق القاتلة.
أما فيما يخص أنظمة الغاز أو الأجهزة التي تعمل بالغاز، فقال أكرم يوسف إنه من واقع خبرته الميدانية فإن شركات توصيل شركات الغاز لديها أكواد دقيقة جدا فيما يتعلق بتوصيل خطوط الغاز، ومن ثم فاغلب حوادث التسريب التي تقع تكون بسبب عيوب في الأجهزة نفسها التي تعمل بالغاز.
وأشار إلى أن عامل التهوية له دور كبير فيما يتعلق بالحوادث الناتجة عن الاختناق بتسرب الغاز أو حتى المدفأة أثناء النوم، مشيرا إلى أن واقعة وفاة العروسين ليلة زفافهما في قنا حدثت نتيجة الاختناق بسبب غياب التهوية وقضاء المدفأة على الأكسجين الموجود بغرفة نومهما، أي أنه ليس شرطا وقوع حريق لتحدث الوفاة.
طرق الحماية
الخبير في أنظمة تكنولوجيا الأجهزة أيمن مخلوف قال إن هناك طرق ممكنة للوقاية من حوادث الأجهزة التي تعمل بالكهرباء أو الغاز ليلا وخاصة في أثناء النوم.
مخلوف أوضح أن سبل الوقاية تتمثل في:
- عدم استخدام السخانات والمدفأة بدون مؤقت فصل يضبط للفصل قبل النوم.
- التأكد دوريا من سلامة موصل الطاقة في السخان، وعدم استخدام بدائل بطارية سخان الغاز إلا بموافقة الشركة المُصنعة.
- الحرص بشكل عام عند تشغيل المدفأة وخاصة من نوع الهالوجين (المعتمدة على شمعة متوهجة أو أكثر) والتي تتسبب في حرق الأكسجين بمحيط الغرفة ما قد يسبب الاختناق في الأماكن المغلقة.
- التأكد من وجود منفذ تهوية قادر على تجديد الأكسجين بالغرفة التي تستخدم للنوم خلال تشغيل الأجهزة المُعرضة لحوادث من هذا النوع.
- إبعاد المدفأة عن الستائر والمفروشات المصنوعة من الأنسجة الهجينة سريعة الاشتعال وكذلك إبعادها عن الأثاث الخشبي لتقليل فرص حدوث حرائق.