كيف اغتالت إسرائيل رائدًا فلسطينيًا بقنبلة في سيارته؟

في صفحة مظلمة من تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أطلق الموساد الإسرائيلي عملية اغتيال بقنبلة في سيارة أستاذ الأدب والروائي البارع، غسان كنفاني. يعتبر كنفاني من أبرز الأدباء الفلسطينيين، ولكنه وجد نفسه هدفًا للانتقام الإسرائيلي بعد عملية مطار اللد في مايو 1972.

غسان كنفاني، الذي وُلد في عكا عام 1936، تعلم في ظل الصراع العربي الإسرائيلي والنكبة، وهاجر مع عائلته إلى لبنان. بدأت حياته المهنية كمعلم، وسرعان ما اتجه إلى الكتابة وتحرير الصحف. كتب مقالات حول القضية الفلسطينية وانخرط في النضال من خلال عضويته في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

لم ينقطع إرث غسان كنفاني مع موته، فقد ترك وراءه أعمالا أدبية رائعة، حيث كتب 18 كتابًا والعديد من المقالات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة. اغتياله أضفى على شخصه أبعادًا إنسانية وأدبية أعطته مكانة خاصة في ذاكرة النضال الفلسطيني.

لدى كنفاني الإلمام باللغة الفرنسية، وهو الأمر الذي ساعده على إتقان الأدب الفرنسي والتعبير عن أفكاره ببراعة. حصل على تعليمه الابتدائي في يافا، ولكن نزوح عائلته جرّاء النكبة أدى إلى استقرارهم في لبنان، ثم انتقلوا إلى سوريا.

كان كنفاني لاحقًا عضوًا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وله علاقة مع حركة القوميين العرب. عمل كصحفي وكاتب في الكويت ولبنان، حيث شغل منصب رئيس تحرير جريدة “المحرر” في لبنان وساهم في تأسيس صحيفة “الهدف” التي كانت تتحدث باسم الجبهة الشعبية.

تألق كنفاني في مجال الأدب وكتب الرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية. أثرت كتاباته بشكل كبير في تشكيل الوعي الفلسطيني وتعزيز الهوية الوطنية.

تم اختيار غسان كنفاني كهدف لعملية اغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي، وذلك ردًا على تورطه المفترض في دعم وتحريك الجبهة الشعبية لتنفيذ عملياتها. في 8 يوليو 1972، انفجرت قنبلة في سيارته أثناء تشغيل المحرك، أودت بحياته وحياة ابنة أخته لميس البالغة من العمر 17 عامًا.

اغتيال غسان كنفاني كان ضربة قاسية للأدب والفكر الفلسطيني، لكن إرثه وأفكاره استمرت في العيش من خلال كتاباته ونضاله الثقافي والوطني.

Featuredاغتيالالموساد الإسرائيليحركة القوميين العربصحيفة الهدفعملية مطار اللدغسان كنفاني