قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يشعر “بخزي وغضب” من موجة ظهرت مؤخرا من معاداة السامية في ألمانيا وحذر من أن بلاده لن تتسامح مع الكراهية ضد اليهود وذلك في يوم تزامن مع الذكرى الخامسة والثمانين لليلة الزجاج المكسور (كريتسال ناخت).
ويطلق هذا الاسم على برنامج نازي شهد تحطيم منشآت وممتلكات لليهود في ألمانيا والنمسا على يد نازيين. وأدلى شولتس بتلك التصريحات وهو بجوار قيادات يهودية في مراسم أقيمت في كنيس في برلين كان من بين ألف كنيس تعرضت للتدمير أو الضرر في البلدين في ليلة الزجاج المكسور في نوفمبر تشرين الثاني 1938.
وقُتل 91 يهوديا على الأقل، ونُهبت نحو 7500 شركة مملوكة ليهود، واعتُقل نحو 30 ألف رجل وصبي يهودي في الهجمات التي سبقت المحرقة التي ورد أن نحو ستة ملايين يهودي قُتلوا فيها.
وتعرض الكنيس الذي كان شولتس يتحدث فيه لهجوم بقنابل حارقة في تزايد لوقائع معادية للسامية بعد أحدث تصعيد في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ورصدت الرابطة الاتحادية لمكاتب الاستعلامات والأبحاث المعنية بمعاداة السامية في الأسبوع التالي لهجوم حماس 202 من الأحداث المعادية للسامية في ألمانيا مرتبطة بهذه الهجمات، بزيادة قدرها 240 بالمئة عن العام الماضي. وقالت الشرطة إن مساجد استُهدفت أيضا خلال ذات الفترة وتلقى ثمانية منها طرودا تحتوي على أجزاء مصاحف ممزقة ممزوجة ببراز.
وقال شولتس، الذي كان يرتدي قلنسوة يهودية تقليدية “أي شكل من أشكال معاداة السامية يسمم مجتمعنا… لن نتسامح مع ذلك”.
وزادت حوادث معاداة السامية على مستوى العالم منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس مما أدى إلى عمليات بحث عن الذات تحديدا في ألمانيا التي تفتخر بثقافتها المتمثلة في أنها تتذكر ماضيها المظلم الذي استخلصت منه واجبا تاريخيا تجاه محاربة الكراهية لليهود.
وانتشر على الإنترنت الأسبوع الماضي مقطع فيديو مدته عشر دقائق لوزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يعبر فيه عن قلقه من تزايد معدلات معاداة السامية، محذرا فيه الألمان من أنهم سيمثلون أمام المحكمة للرد على اتهامهم بمعاداة السامية بينما سيخاطر أي شخص غير ألماني بوضع إقامته.
وقال شولتس يوم الخميس إن قواعد الجنسية الجديدة توضح أن أي شخص معاد للسامية لا يمكنه الحصول على الجنسية الألمانية.
وأردف قائلا إن تدريس مسؤولية ألمانيا التاريخية في أعقاب المحرقة له أهمية خاصة لأن الأجيال التي عايشتها بشكل مباشر لم تعد موجودة لتروي شهادتها.
وتحدث عن أهمية هذا الأمر لأن ألمانيا أصبحت الآن وجهة رئيسية للمهاجرين الذين لم يسمع عديدون منهم عن المحرقة في بلدانهم الأصلية أو سمعوا عنها بشكل مختلف.
وأضاف “في الوقت نفسه، يجب ألا ننخدع بأولئك الذين يرون أن هناك فرصة الآن لإنكار وجود أكثر من خمسة ملايين مواطن مسلم في مجتمعنا”.
وقال إن عبارة “لن يتكرر أبدا” تعني أيضا الصداقة مع إسرائيل.
واستطرد قائلا “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الهمجي الذي تمارسه حماس”، مؤكدا التزام حكومته ببذل قصارى جهدها لضمان تحرير الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية.
وازدهرت الثقافة اليهودية في برلين قبل تولي النازيين السلطة. وكانت العاصمة الألمانية واحدة من أكبر عشرة مراكز لليهود في العالم، وكان العديد من كبار علماء ألمانيا من يهود برلين.
وكان هناك زهاء 160 ألف يهودي في برلين عام 1933 عندما وصل هتلر إلى السلطة، لكن عددهم لم يتخط 1400 عام 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية. فقد هاجر الباقون أو قتلوا في معسكرات الموت.