كان للمملكة منذ بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، موقف ثابت، ومازالت تواصل دعم هذا الموقف ببيانات وإجراءات على أرض الواقع لوقف نزيف دماء الفلسطينيين.
وحذرت المملكة الولايات المتحدة الجمعة، تزامنًا مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، أن أي عملية برية لقطاع غزة “ستتحول إلى كارثة بالنسبة للمنطقة بأسرها”.
وطالما أكدت مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية ، وشددت على الهويـة العربية والإسلامية للقدس الشريف، وعلى حق دولـة فلسطين في السيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967م بمـا فيهـا القـدس الشريف.
وشدد على هذا الموقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما أعلن في القمة العربية التاسعة والعشرين قائلاً “إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
ويعد موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسة لسياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بدءًا من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية)، وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية .
في عهد الملك عبدالله رحمه الله، تم تسيير جسر جوي عاجل لنقل الأدوية والمستلزمات الطبية وطائرات الإخلاء الطبي لنقل الجرحى والمصابين لعلاجهم بمستشفيات المملكة، وذلك إثر عدوان إسرائيلي حينها.
ولم يتوقف الأمر حينها على ذلك فقط، بل كانت المملكة تصرف 150 ريالاً يوميًا لكل فرد مصاب وكل مرافق تم نقله إلى السعودية للعلاج، وذلك طوال فترة وجودهم بالمملكة.
وعلى مدى السنوات الماضية كانت المملكة تقوم بحملات التبرعات والإغاثة لصالح الشعب الفلسطيني.
والمتابع للأحداث الجارية يجد أن البيان الذي أصدرته المملكة اليوم ممثلة في وزارة الخارجية، هو بمثابة قراءة لما يمكن أن يسببه الاجتياح البري لغزة، حيث أكدت المملكة أنه سوف يجر المنطقة بالكامل لحالة تصعيد غير مسبوقة.
وترى المملكة أن التصعيد في هذا الجانب وعدم التراجع عن العملية غير المشروعة التي تدار حاليًا في غزة من جانب الاحتلال، سيطول الأمن والسلم الدوليين.
وتواصل المملكة تحركاتها في إطار المجموعة الخليجية والمجموعة العربية والمجموعة الإسلامية، الأمر الذي يُعزز من قيادتها لجهود خفض التصعيد ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني المُتضرر من هذه الأزمة.
وتدعو المملكة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر 2023 وحقنًا لدماء الأبرياء.