أطفال من غزة

قُرب سرير طفلها الممدد في مستشفى في القدس الشرقية لتلقي العلاج من مرض السرطان؛ يعتصر القلق مي زين الدين على زوج وثلاثة أطفال آخرين تركتهم في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف متواصل منذ أكثر من عشرة أيام.

وفي مقابلة مع وكالة “فرانس برس”، تقول “زين الدين” التي ترافق “علي” في رحلة علاجه: “قلبي منفطر على ابني المريض، ومشتاقة لطفلي الصغير الذي لم يبلغ بعد السنتين وهو ينام ويصحو بجانبي”.

وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر الحالي، هجومًا مباغتًا وغير مسبوق على إسرائيل قُتِل فيه أكثر من 1400 معظمهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف عنيف ومكثف على قطاع غزة أوقع أكثر من ثلاثة آلاف قتيل؛ وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

والطفل “علي” واحدٌ من أربعة أطفال من قطاع غزة يتلقون العلاج من مرض السرطان في مستشفى أوغستا فكتوريا على سفح جبل الزيتون في القدس الشرقية المحتلة. وإجمالًا لا يُسمح إلا لشخص واحد من العائلة بالتواجد مع المصاب للعلاج غير الموجود في قطاع غزة.

وتقول “زين الدين” وهي تحاول حبس دموعها: “علي ينادي طوال الوقت بابا بابا.. كان يُفترض أن نعود الثلاثاء إلى قطاع غزة؛ لكن كارثة ومصيبة حلت بنا”.

أشتاق لإخوتي ووالدي و”ساندويش الشاورما على بحر غزة”

من على سريره، يعبّر الطفل “علي” البالغ ثماني سنوات، والذي يعاني من سرطان الدم، عن اشتياقه لإخوته ووالده و”ساندويش الشاورما على بحر غزة”.

ويقول إنه حزين لعدم تمكّنه من إجراء محادثة معهم عبر الفيديو. كانت تلك المحادثة تُسَليه وتشجعه؛ لكن في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت في القطاع المحاصر الذي يقطنه 2.4 مليون شخص؛ صار الاتصال مع الأهل شبه مستحيل.

وشددت “إسرائيل” الحصار على قطاع غزة عبر قطع إمدادات الكهرباء والماء والوقود والمواد الغذائية.

وتعاني مستشفيات القطاع من وضع صعب جدًّا. وقالت منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن المستشفيات في قطاع غزة “على وشك الانهيار”؛ خصوصًا بعدما لجأ إليها آلاف الأشخاص بحثًا عن مأوى من القصف.

وقُتِل الثلاثاء مئات الأشخاص في قصف إسرائيلي طال المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة.

السعوديةرئيسيطوفان الاقصىفلسطين