وقفز علم النيجر إلى الأخبار العالمية في الأسابيع الأخيرة بعد الانقلاب العسكري الذي حدث أواخر يونيو الماضي، وأزيح فيه الرئيس محمد بازوم عن السلطة، حيث كان المتظاهرون يرفعونه في المظاهرات.
أما علم الهند فبرز في 15 أغسطس الجاري مع احتفالات البلاد باليوم الوطني، الذي نقلت وكالات الأنباء العالمية بعضا منها وطغى عليها العلم الوطني.
والقواسم المشتركة بين العلمين هي الألوان الثلاثة التي يتكونان منها، وترتيبها.
فما قصة العلمين؟
يذكر أن الفارق الزمني بين ظهور علم الهند والنيجر 12 عاما.
البداية مع الهند، حيث ظهر علمها الحالي في 22 يوليو عام 1947، وجرى تبنيه في ذلك التاريخ الذي سبق إعلان الاستقلال في منتصف أغسطس من العام ذاته.
ويتكون العلم الهندي من 3 ألوان هي:
- البرتقالي في الأعلى ويشير إلى الشجاعة والتضحية.
- الأبيض في المنتصف ويرمز إلى السلام والحقيقة.
- الأخضر في الأسفل وينم عن الازدهار.
تحتل قلب العلم عجلة باللون الأزرق الداكن وبها 24 سهما، وتشير إلى الحركة والعمل الإيجابي.
أما علم النيجر فقد رفع للمرة الأولى في 23 نوفمبر عام 1959، أي في الفترة التي تمتعت بها بالحكم الذاتي قبيل استقلالها التام عن فرنسا عام 1960.
ويتكون العلم النيجري من 3 ألوان:
- البرتقالي في الأعلى ويرمز إلى الصحراء الكبرى.
- الأبيض في المنتصف ويشير إلى النقاء، ويجادل البعض في أنه يرمز إلى نهر النيجر.
- الأخضر في الأسفل ويعني الأمل والأراضي الخصبة.
- في المنتصف دائرة برتقالية ترمز إلى الشمس والاستقلال، وفقا لموقع “ورلد بوبيوليشن ريفيو”.
فرضيات التشابه
- تقول الفرضية الأولى إن علم النيجر جرى نسخه عن العلم الهندي، ويقول أصحاب هذه الفرضية أن ما يدعمها بالفعل هو أن علم الهند سبق علم النيجر بـ12 عاما، كما يشيرون إلى أن أعلاما أخرى في العالم جرى استنساخها.
- أما الفرضية الثانية فتقول إن النيجر صممت علمها تأثرا بالعلم الفرنسي المكون من 3 ألوان، إبان خضوعها للاستعمار الفرنسي.
- الفرضية الثالثة مفادها أن الأمر مجرد تشابه في الألوان، في حين أن المعاني التي تعبر عنها مختلفة في كل من الثقافتين الهندية والنيجرية.
ليس التشابه الوحيد
والتشابه بين الأعلام ليس مقتصرا على هذين البلدين، فعلى سبيل المثال هناك تطابق بين علمي تشاد ورومانيا رغم اختلاف الدولتين جغرافيا وثقافيا.
ويتكون العلمان من 3 ألوان طولية، هي بالترتيب من اليسار إلى اليمن، الأزرق والأصفر والأحمر.
والاختلاف طفيف جدا بين العلمين، وينحصر في درجة الأوان، ودفع هذا الأمر إلى القول إن علم تشاد “مستنسخ” من علم رومانيا.
ورغم أن تشابه الأعلام أمر مألوف، خاصة في المنطقة العربية، فإن المستغرب في حالة رومانيا وتشاد أن الدولتين في قارتين منفصلتين، والروابط التاريخية والثقافية بينهما شبه منعدمة.
ووصل أمر التشابه بين العلمين إلى السياسة، ففي عام 2004 قال الرئيس الروماني السابق إيون إليسكو إن الألوان الثلاثة “ملك لرومانيا ولن تتخلى عنها”، عند حديثه عن الشبه مع علم تشاد.