«السيادي» السعودي يسرّع وتيرة تمكين القطاعات الاستراتيجية محلياً

إطلاق 12 شركة متخصصة في 212 يوماً... لدعم التنوع الاقتصادي

يكثف «صندوق الاستثمارات العامة» جهوده في تسريع وتيرة الصناعات المحلية داخل المملكة، وإطلاق عدة مشاريع ومنشآت سعودية متخصصة ومتنوعة تخدم كافة القطاعات الاستراتيجية المستهدفة لقيادة التحول الاقتصادي والمساهمة في التنمية المستدامة، حيث تمكن من تأسيس 12 شركة في نحو 212 يوماً منذ بداية العام الحالي.

ويسعى الصندوق «السيادي» السعودي لتحفيز المزايا التنافسية والابتكارية ويركز على تطوير 13 قطاعاً واعداً داخل البلاد، في سبيل تحسين سلاسل الإمداد المحلية، وفتح آفاق وفرص استثمارية للقطاع الخاص، إلى جانب تحفيز الموردين لتطوير إمكاناتهم وقدراتهم، بما يسهم في زيادة توطين السلع والخدمات المستوردة.

وأعلن الصندوق منذ 11 يناير (كانون الثاني) الماضي، وحتى 10 أغسطس (آب) الحالي، نحو 12 شركة وهي: «منارة المعادن»، وشركة مختصة بالمزارع العمودية، و«تطوير المربع الجديد»، و«طيران الرياض»، و«بدائل»، و«لايفيرا»، و«سواني»، و«تراث المدينة»، و«أسفار»، و«سرج»، «وكياني»، و«فيمتك»

وبعد إعلان شركة «فيمتك» لإدارة المرافق، الخميس 10 أغسطس الحالي، يتجاوز بذلك إجمالي عدد الشركات الجديدة الذي أسسها صندوق الاستثمارات العامة 85 شركة منذ 2017.

الاستثمار التعديني

في 11 يناير الماضي، كشف «الصندوق السيادي» عن توقيع اتفاقية مع شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إحدى شركات التعدين الأسرع نمواً في العالم، لتأسيس شركة للاستثمار في أصول التعدين دولياً تحت مسمى شركة «منارة المعادن»، والتي تهدف إلى توفير المعادن ذات الأولوية التي تساهم في تعزيز التنمية الصناعية في المملكة وسلاسل الإمداد.

وستركز الشركة على الاستثمار في خام الحديد، والنحاس والنيكل، والليثيوم، من خلال الاستحواذ على حصص أقلية في أصول التعدين دولياً، لتساهم في تنمية سلاسل إمداد المعادن المحلية، وتعزز مكانة المملكة كشريك رئيسي في تطوير قطاع التعدين.

المزارع العمودية

ووقع صندوق الاستثمارات العامة في مطلع فبراير (شباط) الماضي، اتفاقية مع «إيروفارمز» الأميركية، بغرض تأسيس شركة مقرها في مدينة الرياض (وسط المملكة) تهدف إلى إنشاء مزارع عمودية داخلية في البلاد ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتسعى الاتفاقية للمساهمة في الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والأراضي الزراعية، من خلال تبني تقنيات الزراعة العمودية الداخلية، التي لا تتطلب استخدام الأراضي الصالحة للزراعة، وتستهلك كميات أقل من المياه بنسبة 95 في المائة مقارنةً بطرق الزراعة التقليدية، وبما يضمن وفرة الإنتاج في المحاصيل الزراعية. ومن المتوقع أن تسهم الشراكة في توفير محاصيل محلية عالية الجودة على مدار العام، من خلال استخدام تقنية الزراعة الذكية الخاصة بشركة «إيروفارمز».

وتستهدف الشركة إنشاء وتشغيل العديد من المزارع في المنطقة خلال الأعوام القليلة المقبلة، ومن المتوقع أن يصل حجم الطاقة الإنتاجية السنوية لأول مزرعة بالمملكة ما يعادل 1.1 مليون كغم من المحاصيل الزراعية لتكون الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتتماشى الاتفاقية مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة التي تركز على تطوير وتمكين القطاعات الواعدة، ومن ضمنها الأغذية والزراعة، إلى جانب توطين التقنيات الزراعية الجديدة وتطوير الصناعات الغذائية بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي بهدف المساهمة في تحسين الميزان التجاري للمملكة وتعزيز مكانة البلاد في مجال الزراعة العمودية بالمنطقة.

أكبر داون تاون

وللمساهمة في تطوير مستقبل العاصمة السعودية تماشيا مع مستهدفات الرؤية، أسس الصندوق في منتصف فبراير الماضي «شركة تطوير المربع الجديد»، بهدف تطوير أكبر داون تاون حديث عالمياً في مدينة الرياض.

وسيعتمد مشروع المربع الجديد في تصاميمه على تطبيق معايير الاستدامة ورفع مستوى جودة الحياة، ومن ذلك المساحات الخضراء، وتوفير مسارات للمشي، وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية.

كما يضم متحفاً مبتكراً، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحاً متكاملاً متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.

وسيوفر المشروع 104 آلاف وحدة سكنية، و9 آلاف وحدة ضيافة، ومساحات تجارية تمتد لأكثر من 980 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 1.4 مليون متر مربع من المساحات المكتبية، إلى جانب نحو 620 ألف متر مربع لمرافق الترفيه، ونحو 1.8 مليون متر مربع للمرافق المجتمعية.

تطوير النقل الجوي

وأعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الصندوق، في 12 مارس (آذار) الماضي، عن تأسيس شركة «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد، للمساهمة في تطوير القطاع ولتعزيز موقع المملكة الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث من أهم قارات العالم، آسيا وأفريقيا وأوروبا، والعمل على رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية وفق مستهدفات «رؤية 2030».

 

من المتوقع أن تساهم «طيران الرياض» في تطوير النقل الجوي في البلاد  

 

وجاء تأسيس «طيران الرياض» تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة لإطلاق إمكانات القطاعات الواعدة محلياً لدعم تنويع الاقتصاد.

ومن المتوقع أن تساهم «طيران الرياض» في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال (20 مليار دولار) واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

جودة الحياة

وبالتزامن مع اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، أسّس صندوق الاستثمارات العامة، في 25 مايو (أيار) من العام الحالي، شركة «بدائل»، نحو تطوير وتصنيع وتوزيع منتجات مبتكرة للحد من انتشار التدخين.

وتقدم الشركة بدائل خالية من التبغ وأقل ضرراً، وتسهم في مساعدة المدخنين لعيش حياة أكثر صحة، ورفع مستوى جودة الحياة تماشياً مع رؤية المملكة 2030. وتهدف الشركة للحد من الأثر السلبي للتدخين على المجتمع المحلي، حيث ستُسهم المنتجات في مساعدة ما يقارب مليون شخص في المملكة على الإقلاع عن التدخين بحلول 2032، بما يمثل 25 في المائة من إجمالي المدخنين محلياً، وتوفير أكثر من 6 مليارات ريال سنوياً من نفقات الرعاية الصحية.

وسيتم تصنيع المنتجات محلياً وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، واتباع أفضل الممارسات عالمياً، وسيمكن ذلك الشركة من توفير فرص اقتصادية جديدة، واستحداث فرص عمل، والتعاون مع القطاع الخاص المحلي والشركاء الدوليين. وتتمثل رؤية «بدائل» في الحد من انتشار التدخين، والإسهام في تحقيق مستهدفات استراتيجية الصندوق لرفع مستوى جودة الحياة، ضمن جهود المملكة لتنويع الاقتصاد، وتوطين التصنيع، ودفع عجلة التحول الاقتصادي، بالإضافة إلى استحداث فرص العمل.

الصناعات الدوائية

وأفصح الصندوق السيادي، في 18 يونيو (حزيران)، عن إنشاء شركة الاستثمارات الدوائية «لايفيرا» المتخصصة في الصناعات الدوائية على نطاق واسع.

وستعمل الشركة على نمو القطاع وتعزيز مرونته من خلال العمل على إنتاج الأدوية الحيوية على نطاق تجاري في المملكة عبر منصات التطوير والتصنيع الدوائي، بما يساعد على ترسيخ مكانة البلاد وجهةً عالميةً لإنتاج الأدوية.

 

ستعمل شركة «لايفيرا» على إنتاج الأدوية الحيوية في المملكة 

 

وتعتزم «لايفيرا» التركيز على صناعة المنتجات الدوائية الأساسية والمنقذة للحياة في المملكة، مثل: الأنسولين، واللقاحات، وأدوية البلازما والأجسام المضادة، والعلاجات الخلوية والجينية، والجزيئات الصغيرة المبتكرة.

وتنوي «لايفيرا» تأسيس شراكات مع الشركات المحلية والدولية الرائدة، بهدف جذب الاستثمارات الموجهة لتنمية القدرات المحلية، مما يسهم في تعزيز التصنيع المحلي في هذا القطاع.

وتسعى «لايفيرا» إلى دعم تطوير التركيبات الدوائية وإنتاجها، فضلاً عن اختبار المنتجات الدوائية المعقمة، والتي تعد خدمات أساسية عالية القيمة والتي بدورها قد تسهم في تحقيق الأمن الدوائي، وبما يلبي الاحتياج الكبير لقطاع الرعاية الصحية في المملكة والعالم.

منتجات الإبل

وفي 20 يوليو (تموز) الماضي، أطلق الصندوق شركة «سواني» التي تهدف لتمكين نمو قطاع منتجات حليب الإبل، والإسهام في تطوير منظومة الإنتاج المحلية للوصول إلى قطاع مستدام.

ويتجه الصندوق من خلال الشركة الجديدة إلى تحقيق الريادة في منتجات حليب الإبل، بما يُسهم في دعم قطاع الزراعة والأغذية، وتنويع الاقتصاد المحلي، تماشياً مع «رؤية 2030».

وستعمل «سواني» بالشراكة مع القطاع الخاص على رفع القدرة الإنتاجية لمنتجات حليب الإبل، حيث ستسعى لرفع معايير منظومة الإنتاج المحلية، عبر تبني أفضل الممارسات التشغيلية الحديثة من خلال توطين المعرفة وأحدث التقنيات في قطاع الأغذية والزراعة.

 

شركة «سواني» ستركز على نمو قطاع منتجات حليب الإبل  

 

تمور العجوة

وقام صندوق الاستثمارات العامة في 23 يوليو الماضي بتأسيس شركة «تراث المدينة» التي تهدف للقيام بدور رئيسي في تحسين جودة الإنتاج ورفع القدرة الإنتاجية لتمور العجوة بمنطقة المدينة المنورة (غرب المملكة).

ومن المقرر أن تسهم الشركة في تطوير قطاع الأغذية والزراعة بالمملكة، وزيادة حجم المحتوى المحلي لقطاع التمور ورفع إسهامه في الناتج المحلي، وتنويع مصادر الدخل تماشياً مع «رؤية 2030».

وتُصنف العجوة من بين أجود أنواع التمور حول العالم، لما تتميز به من فوائد غذائية وصحية عالية، وتعد مصدراً غنياً بالعديد من العناصر الغذائية مثل الألياف والبروتين، وتتميز بخصائص طبيعية مثل مضادات الأكسدة، كما أن لتمر العجوة ارتباطاً رمزياً ودينياً وتراثياً لدى العالم الإسلامي، ولزوار المدينة المنورة بشكل خاص.

 

شركة «تراث المدينة» تهدف إلى رفع القدرة الإنتاجية لتمور العجوة بالمدينة المنورة 

 

تطوير الوجهات السياحية

ونحو تعزيز قدرات القطاع السياحي المحلي والاستثمار في إنشاء المشاريع السياحية بمختلف مدن المملكة، أسس «السيادي» السعودي، في 27 يوليو 2023، شركة «أسفار» للعمل على تطوير الوجهات الجاذبة في الضيافة والترفيه والتجزئة والأغذية، إلى جانب الاستثمار في منظومة السياحة المحلية.

وستعمل «أسفار» على تمكين القطاع الخاص من خلال استثمارات مشتركة، واستحداث فرص للمقاولين والموردين المحليين، إضافة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بهدف المساهمة في تطوير المشاريع والوجهات السياحية، وخلق بيئة تنافسية، مما يسهم في تحسين نوعية وجودة الخدمات المقدمة.

وستستفيد الشركة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي الفريد للمملكة الذي يربط بين القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وأفريقيا، إضافةً إلى المقومات والمزايا التنافسية للمدن.

وستشمل أعمال الشركة مختلف مناطق المملكة باختلاف تضاريسها وثقافاتها، الأمر الذي يعزز تنويع وإثراء التجارب السياحية، واستقطاب السياح من داخل وخارج البلاد، والمساهمة في تحقيق مستهدف الرؤية للوصول إلى 100 مليون زائر بحلول 2030.

 

يعتزم الصندوق تعزيز قدرات القطاع السياحي المحلي بمختلف مدن السعودية  

 

الاستثمار الرياضي

واتجه صندوق الاستثمارات العامة بقوة إلى المجال الرياضي عبر إنشاء «سرج» في 6 أغسطس الحالي، بهدف تنمية الاستثمارات الرياضية، وهي شركة استثمارية رياضية تعمل على تمكين نمو القطاع في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

جمهور يتابع إحدى مباريات المنتخب السعودي في كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر  

 

وستستثمر «سرج» في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، بما يحقق أهداف الشركة في تحقيق العوائد المالية، ويدعم توطين الشراكات في مختلف أنحاء المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

صحة المرأة

وفي إطار اللياقة البدنية، أطلق صندوق الاستثمارات العامة، يوم 7 أغسطس الحالي، «كياني»، الشركة المتكاملة لتعزيز وإلهام الحياة الصحية للمرأة في المملكة.

وستركّز على صحّة ونمط الحياة للأجيال المستقبلية من خلال 6 خدمات رئيسية، تشمل اللياقة البدنية، والملابس الرياضية، والعناية الشخصية والعلاجية، والتغذية والتشخيص، والأكل الصحي، بالإضافة إلى التثقيف الصحي.

ويأتي إطلاق «كياني» تماشياً مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الهادفة إلى تمكين القطاعات الواعدة، وتوطين التقنيات، وتمكين القطاع الخاص، وتنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي، والإسهام في تحسين جودة الحياة بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

 

يركز صندوق الاستثمارات العامة على الحياة الصحية للمرأة في المملكة  

 

إدارة المرافق

وتعزيزًا للاستدامة التنموية ورفع كفاءة العمليات التشغيلية في إدارة المرافق محلياً، أعلن صندوق الاستثمارات العامة، الخميس، عن تأسيس الشركة السعودية لإدارة المرافق «فيمتك».

وتختص الشركة في تقديم خدمات متكاملة في مجالات تتعلق بالطاقة، والنفايات، والصيانة، وخدمات التنظيف، والأمن، وتنسيق الحدائق.

وتركز على إدارة المرافق بما يسهم في خفض التكاليف، وإطالة العمر الافتراضي للمنشآت لمختلف مشاريع التطوير العقاري بالمملكة.

كما ستعمل على تقديم خدمات استشارية من خلال استخدام أحدث التقنيات المتبعة في القطاع، كتطوير منصة رقمية موحدة لجمع البيانات الخاصة بالمرافق والعمل على الاستفادة منها.

 

مرفق لأحد شواطئ مدينة جدة الواقعة غرب السعودية  

 

وستقدم «فيمتك» خدماتها المتنوعة والمتخصصة لإدارة المرافق لقطاعات استراتيجية وتنموية في الاقتصاد المحلي، مثل المؤسسات الصحية، والمرافق الصناعية، والوجهات الترفيهية، ومرافق الطيران، والمؤسسات التعليمية، إضافةً إلى المجمعات التجارية، ومكاتب الأعمال، والأحياء السكنية، وغيرها.

ويأتي تأسيس الشركة السعودية لإدارة المرافق تماشياً مع استراتيجية الصندوق لإطلاق وتمكين القطاعات الواعدة، بهدف دعم التنوع الاقتصادي، وإيجاد حلول مستدامة، والعمل على توطين التقنيات ونقل المعرفة في المملكة.

السعوديةرئيسي