قضت 19 تلميذة حرقا بنار شبت قبل قليل من منتصف ليل الأحد الماضي في مدرسة داخلية ببلدة، يبدو أن بعض سكانها البالغين 3 آلاف مسلمون، لا لأن اسمها Mahdia فقط، بل لأنها تقع في دولة تبلغ نسبة المسلمين 15% من سكانها، هي غيانا المجاورة بأميركا الجنوبية لفنزويلا وسورينام والبرازيل.
موقف لحظة
مع أن سكان البلاد المعروفة باسم “جمهورية غيانا التعاونية” منذ استقلت في 1966 عن بريطانيا، لا يزيدون عن 800 ألف، أكثر من نصفهم متحدر من هنود وباكستانيين “منهم 120 ألف مسلم على الأقل، ولهم 200 مسجد”، إلا أن مساحتها تزيد عن مساحة سوريا ولبنان معا، أي تقريبا 215 ألف كيلومتر مربع، وهي بلاد عائمة على احتياطات نفطية بمليارات البراميل، وبدأ الاستخراج فيها منذ 3 أعوام تقريبا. كما هي غنية بمناجم الماس والذهب والمنغنيز والنحاس واليورانيوم، مما في بلدة “المهدية” وحدها أكثر من 200 منجم، من كافة الأنواع والأحجام.
وظهر الرئيس الغوياني، محمد عرفان علي، وهو المسلم الوحيد بين رؤساء 20 دولة في أميركا اللاتينية، إضافة لرئيس السلفادور الفلسطيني الأصل نجيب بوقيلة، في مكان الحريق أمس، بحسب ما نراه في الفيديو المعروض أدناه، وتحدث عن مصرع الطالبات، فأعلن الحداد 3 أيام، ووصف الفاجعة بأنها “ألم كبير للأمة بأسرها”، وفقا لما نقلت عنه الوكالات، وما طالعته “العربية.نت” أيضا في مواقع إخبارية محلية، وفيها ورد أن الحكومة طلبت دعما من شركائها الدوليين للقيام باختبارات حمض نووي، لتحديد هوية القتلى.
أما نائب رئيس دائرة مكافحة الحرائق Dwayne Scotland فأعلن أن الحريق الذي أتى على طابق خشبي كامل من مدرسة Mahdia Secondary school وبدأ بغرفة نوم فيها “كان إجراميا متعمدا، ووكالات إنفاذ القانون تحقق به وتقوم باستجواب الشهود لمعرفة من افتعله ولأي هدف” كما قال.
وذكر سكوتلاند أن 14 تلميذة لقين مصرعهن في المدرسة ذاتها، فيما توفيت 5 أخريات في مستشفى، ما زالت فيه 7 طالبات بحالة حرجة بعض الشيء. كما تمكث 5 طالبات في مستشفى آخر في حالة من الحرق غير معروف حجمها، إضافة إلى 6 طالبات تم نقلهن إلى مستشفى في العاصمة “جورج تاون” للعلاج من حروق معتدلة، فيما ذكرت بعض المواقع الإخبارية أن معظم القتلى والجرحى هم من سكان “المهدية” الأصليين، أي أنهم ليسوا أبناء مهاجرين إلى البلدة يعملون في المناجم.