واحد من أصل ستة أميركيين، يعاني من الاكتئاب، هذا ما أظهره آخر بحث لمؤسسة غالوب والذي أكد أن أرقام الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب في الولايات المتحدة بلغ مستويات قياسية بنحو 29 بالمئة.
وبحسب البيانات، فقد كانت معدلات الاكتئاب السريري ترتفع بشكل ثابت في الولايات المتحدة، لكنها قفزت بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية.
وقال الطبيب النفسي إيفاني أوليلي: “أنا لست متفاجئا لأننا خرجنا للتو من فترة وباء كورونا الذي شكل صدمة لكثير من الأميركيين، لأنهم كانوا معزولين اجتماعيا لفترة طويلة، إضافة إلى أن الكثير منهم فقدوا أحباءهم ووظائفهم، تبعات هذه المرحلة ستظهر مع الوقت لأن الكثير من الناس تغيرت حياتهم ويعيدون بناءها بسرعات مختلفة”.
وقد أبلغ الشباب عن معدلات اكتئاب أعلى من أي فئة عمرية أخرى، إذ أبلغ نحو ربع البالغين الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما عن إصابتهم بالاكتئاب.
كما ظهرت معدلات الاكتئاب أعلى عند النساء، بمعدل الثلث مقارنة بحوالي الخمس عند الرجال.
وقالت أستاذة علم النفس في معهد علم الأعصاب بجامعة فيرجينيا فونيتا دوتسون: “هناك بعض الأسباب لذلك، جزء منها بيولوجي محض يجعل النساء أكثر عرضة للاكتئاب بسبب طبيعة الهرمونات والجينات، كما أن النساء يعبرن بشكل أكثر عن مشاعرهن بمختلف الطرق، عكس الرجال الذين يمكن أن يظهر عليهم الاكتئاب بأعراض تختلف عن تلك المتعارف عليها عند التشخيص”.
ومع ارتفاع أعداد المصابين بالاكتئاب والمعرضين بالإصابة به، تواجه الولايات المتحدة تحديا في توفير خدمات الصحة النفسية، رغم أن الإدارة تحاول التركيز على أهمية هذا القطاع.
فبحسب آخر أرقام إدارة الموارد والخدمات الصحية، تحتاج الولايات المتحدة إلى أكثر من ثمانية آلاف ممارس في مجال الصحة العقلية لسد الثغرات في القطاع.
وقد بدأت العديد من المؤسسات خلال الفترة الماضية بما فيها شركات القطاع العام والخاص باتخاذ بعض الإجراءات لتحسين الصحة النفسية للموظفين، قبل أن يَبلغوا مستويات متقدمة من الاكتئاب، الذي أظهرت العديد من الدراسات أن بيئة العمل واحدة من مسبباته