بينما تتجه الأنظار إلى الانتخابات التركية، تحتدم المنافسة بين المرشحين وأنصارهم بكافة الوسائل، حتى استعمال الحجارة.
فقد تعرض رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو لرشق بالحجارة في ولاية “أرض روم” أثناء كلمة له بين أنصاره، وذلك تزامناً مع هجوم آخر طال موكب وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك من أنصار المعارضة في مدينة بورصة.
رشق حجارة يخلف جرحى
فبينما كان أوغلو يخطب من حافلة خاصة به، تعرض لرشق بالحجارة، أمس الأحد، فتوقف عن إكمال خطابه وطلب من أنصاره الهدوء وعدم الرد على ما سماه الاستفزاز أو الضرر، ثم غادر التجمع الانتخابي دون أن يكمل خطابه.
فيما أعلن إعلام المعارضة إصابة 7 أشخاص بجروح طفيفة بسبب الحادث، وخرج بعدها إمام أوغلو في مقطع مصور قائلاً إن مفتعلي المشكلة ليسوا من أهالي أرض روم.
في حين قال كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي ينحدر منه إمام أوغلو، إن منفذي الهجوم على تجمع رئيس بلدية إسطنبول هم تحالف العسكر الذي يضم تجار السلاح والمخدرات والممنوعات.
وقبل عودة إمام أوغلو إلى إسطنبول، دعت جانان كافتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول، أنصار إمام أوغلو للتوجه إلى مطار صبيحة غوكشجن في الجانب الآسيوي من المدينة لاستقباله لدى عودته إلى إسطنبول، مؤكداً أمام أنصاره أن منفذي الهجوم على تجمعه يتراوح عددهم بين 100 و200 شخص، وتصرفهم هذا ليس بالبريء، في إشارة منه إلى أنهم هاجموه بتحريض من معسكر الحكومة.
البلدية تخرج عن صمتها
بالمقابل، أصدرت بلدية أرض روم بياناً قالت فيه إن إمام أوغلو لم يخبر السلطات المحلية في الولاية بأنه يريد أن يعقد تجمعاً انتخابياً، وأنه طلب فقط أن يجري جولة في الأسواق ويلتقي التجار.
وأضاف البيان أنه رغم عدم إبلاغ السلطات بالتجمع الانتخابي لرئيس بلدية إسطنبول فإنهم أرسلوا ألف شرطي لحراسة المكان غير المخصص للتجمعات الانتخابية.
أما الحكومة، فرأى وزير الداخلية سليمان صويلو في تغريدة عبر تويتر، أن أكرم إمام أوغلو مستفز، وأينما ذهب يجلب الاستفزاز، وأنه رفض المكان الذي عرضته عليه السلطات المحلية لإجراء تجمعه الانتخابي، وفق كلامه.
كما اعتبرت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة أن المعارضة التركية أرادت حرف الأنظار عن التجمع الضخم الذي شهدته مدينة إسطنبول يوم الأحد للرئيس رجب طيب أردوغان، والذي شهد “حضوراً تاريخياً لأنصاره، وكان من أكبر التجمعات في تاريخ الانتخابات التركية”، بحسب إعلانها.
حادثة أخرى
وفي حادثة مماثلة شهدتها مدينة بورصة، هاجم أنصار حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، موكب وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك، ومجموعات مؤيدة للحكومة والائتلاف الحاكم.
كما رصدت مقاطع فيديو مجموعة من الشباب يرفعون أعلاماً لحزب الشعوب الديمقراطي يعتدون بالضرب على مجموعة أخرى مؤيدة للحكومة.
وخرج وزير الصناعة التركي في مقابلة تلفزيونية ليدين هذا الهجوم، وأدان كذلك الهجوم الذي تعرض له إمام أوغلو، وقال إن مؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي هاجموا سيارته في مدينة بورصة حيث كان يقوم بجولة انتخابية.
في سياق آخر، اتهم أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان بلدية إسطنبول التي يقودها أكرم إمام أوغلو من حزب الشعب الجمهوري المعارض بأنها أعاقت وصولهم لتجمع أردوغان الانتخابي.
أردوغان أراد توجيه عدة رسائل للمعارضة من خلال الحشود الضخمة
وقال أنصار الرئيس إن البلدية أوقفت عمداً رحلات شبكة الميترو التي تصل إلى مطار أتاتورك حيث عقد أردوغان تجمعه الانتخابي، كذلك عطلت السلالم الكهربائية داخل المطار لتعيق أيضاً وصولهم إلى ميدان التجمع في إحدى الساحات العملاقة داخل المطار.
منافسة محتدمة
يشار إلى أن استطلاعات الرأي تشي بأن المنافسة ستكون محتدمة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة في 14 مايو/أيار الجاري، والتي لن تفضي فقط إلى اختيار رئيس لتركيا ولكن أيضا إلى تحديد الدور الذي قد تلعبه أنقرة لتهدئة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
ويتساءل كثيرون حول إمكانية أن يُلحق كليتشدار أوغلو الهزيمة بأردوغان، الزعيم الأطول خدمة في البلاد والذي ساعدت شخصيته وبريق حملاته الانتخابية في تحقيق أكثر من 10 انتصارات انتخابية.
إلا أن بعض المحللين يرون أن الرئيس الحالي بات أقرب للهزيمة من أي وقت مضى رغم نفوذه ضمن وسائل الإعلام والمحاكم، وإنفاق حكومته المالي القياسي على المساعدات الاجتماعية قبل الانتخابات.