منذ أكثر من 64 بالمئة خلال القرون الثلاثة الماضية، تقلصت مناطق آسيا الصالحة نظريا لسكن الفيلة، حسبما أعلن فريق دولي من علماء البيئة بسبب النشاط البشري.
وتشير مجلة Scientific Reports، أن هذا التقلص سيؤدي إلى تعقيد عملية استعادة الفيلة الآسيوية لأعدادها.
والفيلة الآسيوية، هي أحد أنواع حيوانات ضخمة ذات خرطوم وكانت هذه الفيلة في الماضي البعيد تعيش أعداد كبيرة منها في مناطق آسيا المختلفة بما فيها سوريا وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليا)، في حين لا يزيد عددها في العالم حاليا عن 52 ألف فيل وهي في تناقص مستمر.
ووفقا للعلماء، يهدد النشاط البشري بقاء الفيلة الصيد غير المشروع للحصول على أنيابها، وتقطيع الغابات للحصول على الخشب وبناء أحياء سكنية جديدة، وبالإضافة إلى ذلك أصبح الاتصال بين البشر والفيلة البرية أكثر تواترا ما يؤدي في معظم الحالات إلى موتها.
وقد درس الفريق الدولي برئاسة شيرمين دا سيلفا من جامعة كاليفورنيا في سان دييجو ظروف عيش الفيلة الآسيوية البرية حاليا، وكذلك كيف تغير استخدام الأراضي على مدى 1.2 ألف عام الماضية، وأظهرت النتائج أن مساحة المناطق الملائمة لسكن الفيلة في آسيا تقلصت بأكثر من 64 بالمئة وأن معظم هذا التقلص حصل في القرون الثلاثة الأخيرة.
ووفقا لشيرمين دا سيلفا وفريقها العلمي، هذا التقلص مرتبط باستعمار الدول الأوروبية لبلدان آسيا والتطور الصناعي والتكاثر السكاني السريع في العالم.
ويشير الفريق العلمي إلى أن اكثر الدول تضررا الصين والهند حيث فقدتا 94 بالمئة و86 بالمئة على التوالي من مناطق عيش الفيلة، في حين أن هذه المساحة توسعت في ماليزيا ولاوس خلال القرون الثلاثة الماضية.
واكتشف الفريق أن المساحة النموذجية للغابات التي يمكن للفيلة أن تعيش فيها قد انخفض بأكثر من 83 بالمئة من 99 ألف كيلومتر مربع، كم إلى 16 ألف كيلومتر مربع، ما يؤدي إلى انقسام أعداد هذه الحيوانات إلى مجموعات صغيرة، وهو ما يعيق بقاءها على قيد الحياة.