منذ أن ألقت جائحة كورونا بظلالها على العالم بأسره، أمضى كثير من الناس وقتًا أطول داخل منازلهم، والتي باتت تضم الآن مكاتب وصالات رياضية ومساحات إبداعية، وما زالوا حتى مع انحسار الجائحة.
لكن هل فكرت يوماً في مدى تلوث الهواء داخل منزلك؟
إجابة هذا التساؤل جاءت مفاجئة وصادمة من قبل الدكتور أمير خان، أخصائي الطب التجديدي، إذ حذر من وجود العديد من ملوثات الهواء الداخلية الكامنة في المنازل، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية مختلفة، بدءًا من أمراض الرئة إلى السكتات الدماغية.
وأشار خان إلى أن جودة الهواء الداخلي أكثر تلوثًا بمرتين إلى خمس مرات من الهواء الخارجي، وبما أن الناس يقضون عادة حوالي 90% من وقتهم في الداخل، فقد تكون هذه مشكلة كبيرة.
تهديد داخلي
كما أضاف “: عندما نفكر عادةً في تلوث الهواء، نفكر في الخارج، السيارات والطائرات والانبعاثات، هذا النوع من الأشياء.. لكن هناك بعض الأدوات المنزلية الشائعة التي يمكن أن تلوث منازلنا، حيث يرتبط تدني جودة الهواء بأمراض الرئة والقلب وحتى السكتات الدماغية”.
وسلط الضوء على تلك الأشياء والأدوات المنزلية التي قد تشكل خطرًا على الصحة، ومنها مواقد حرق الأخشاب والنيران المكشوفة التي تنتج الجسيمات، يمكن أن تصل إلى الأجزاء العميقة من الرئتين وحتى الدم.
أخطار صحية
وقال خان: “يمكن لهذه الجسيمات الدقيقة عند استنشاقها أن تلحق الضرر برئتينا وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة على المدى الطويل، كما ربطت الهيئة الصحية تلوث الجسيمات بتهيج العين والرئة والحنجرة وصعوبة التنفس ومشاكل الأطفال عند الولادة.
كذلك من الأدوات المنزلية الأخرى التي تشكل خطراً يهدد الصحة، الشموع المعطرة وأعواد البخور لأنها تطلق جزيئات صغيرة من الملوثات الأخرى عندما تحترق، حيث أكد أن أعواد البخور، على وجه الخصوص، تنبعث منها جزيئات أكثر نعومة بمائة مرة من الشمعة المعطرة. لذا يتعين إشعالها في مساحات كبيرة جيدة التهوية.
وختم محذراً أيضا من ملمع الأثاث، معطرات الهواء، مزيل العرق والمنظفات بشكل عام قائلاً “هذه الأشياء تحتوي على مركبات عضوية متطايرة، والتي عند استنشاقها يمكن أن تهيج مجرى الهواء، مما يسبب الغثيان وتلف الأعصاب وأعضاء أخرى”.