رفض الممثّل الكوميدي الجزائري الشهير عثمان عريوات عرضاً مادياً مغرياً قيمته 30 مليون دينار جزائري (أكثر من 220 ألف دولار)، مقابل التقاط صورة واحدة فقط له لاستعمالها في إعلان ترويجي، ما أثار إعجاب الجزائريين الذين أشادوا بموقفه.
فقد كشف الفنان الفكاهي إبراهيم إربا، بأنه كان الوسيط بين عثمان عريوات وشركة إنتاج قدمت للأخير عرضا بـ”التقاط صورة واحدة له لوضعها في بإعلان ترويجي لمنتج ما، لكنه ضحك ورفض”.
وأضاف إبراهيم إربا “قلت لعريوات بعد انصرافنا: لقد أعطوك عرضا مغريا، فلماذا رفضت؟ فردّ علي: اهتمّ أنت بالفن، أنا لم أعد منهم.. لقد اكتفيت؟”.
يمتلك مبادئ
كما تابع “فهمت أن عثمان عريوات ليس مجنونا، إنه عاقل جدا.. عريوات يمتلك مبادئ.. إنه يمتلك شيئا أغلى من المال هو عزة النفس وصورته العزيزة عند الشعب الجزائري، رغم تواضعه المادي والاجتماعي”، بحسب تصريحات لصفحة “قُصرية بودكاست” الجزائرية.
ومنذ 25 عاما يصرّ بطل فيلم “كرنفال في دشرة”، على رفض الظهور في أي أعمال تلفزيونية أو سينمائية أو مسرحية رغم العروض الكبيرة والمغرية التي تنهال عليه إلى اليوم.
وكان آخر عمل لعريوات فيلم “سنوات الإشهار”، لكنه لم يُعرض أبدا رغم الانتهاء من تصويره سنة 1999، وقد يكون هذا السبب في قرار عريوات بالمقاطعة الفنية والإعلامية للفن، بحسب ما تم تداوله.
إلا أن الفنان الشهير كسر هذه المقاطعة قبل سنة عندما ظهر على حسابه في موقع “إنستغرام” قبل سنة فقط، ليعلن للجمهور أن “سنوات الإشهار” سيعرض قريبا، دون أن يعطي تفاصيل أكثر.
ظهور مفاجئ
وأثار الظهور المفاجئ لعريوات لأول مرة على شبكات التواصل بعد الانقطاع طويل، موجة تفاعل كبيرة من الجزائريين، الذين طالبوه بالعودة إلى الشاشة.
ونهاية العام 2019 أعلن التلفزيون العمومي الجزائري استعداده لعرض فيلمه “سنوات الإشهار” ما جعل عريوات يعلن بعدها قرب عرض الفيلم الذي جُمد قرابة عقدين من الزمن، بسبب خلافات تتعلّق بالرقابة، كما تقول تقارير إعلامية، إذ يتقمص فيه الممثل دور ضابط سامي برتبة جنرال سابقا، كما ظهر عريوات حينها في صورة مع المدير السابق للتلفزيون أحمد بن صبان قبل سنتين، ما عزز الاعتقاد بشأن قرب عرض الفيلم.
ويعد الفنان عثمان عريوات (74 سنة) من الوجوه الفنية المحسوبة على الجيل الثاني للسينما الجزائرية، ولد في 24 سبتمبر 1948 بمنطقة “أمدوكال” التابعة لمحافظة باتنة الواقعة شرق البلاد، والتي لم يمكث فيها إلا 10 سنوات، ليتوجه إلى العاصمة برفقة عائلته “دون أن تتغير لكنته أو تتأثر بلهجة سكان العاصمة”، ليدخل المجال السينمائي من أوسع أبوابه في ثمانينيات القرن الماضي.
وشارك عريوات في أكثر من 15 فيلماً حمل فيها مفهوماً راقياً للفن، إذ يعتبره رسالة وليس سلعة تباع وتشترى، وهو ما جعله يرفض المشاركة في عروض سينمائية لا تتوافق مع هذه الرسالة، وقد سمح ذلك في بقاء أعماله راسخة في السينما الجزائرية.