عضو جديد يطرق باب نادي ما اقتبسه الأخوان رحباني من ألحان أجنبية، ليصبح عضوا فيه، وهو ناد يمكن التعرف بسهولة إلى عنوانه لمن يكتب بخانة البحث في Google أو سواه “أغاني فيروز المقتبسة من ألحان عالمية” ليجد 15 واحدة، معظمها شهير جدا وعلى كل لسان، واعترف الأخوان رحباني باقتباسها على مراحل.
العضو الجديد في النادي، يمكن أن يكون أغنية “شط اسكندرية” التي غنتها فيروز في 1961 وظن من سمعوها ذلك العام، وللآن كل عام، بأنها من تلحين الأخوين الشهيرين، الى أن وجد بالصدفة دليلا يؤكد أن أهم مقطع باللحن هو لموسيقار آخر، علما أن الرحابنة “فيرزوا” اللحن بإضافة مقدمة جديدة وتوزيع جديد للأداء الموسيقي، مع تغييرات أخرى “رحبنته” فأصبح فيروزيا بامتياز، فاستمع لأغنيتها في هذا الفيديو، خصوصا بعد الدقيقة 40 تقريبا.
أماالأغنية في 1956 بصوت مطربة تركية، موصوفة في سيرتها بواحدة من أشهر “مطربى الموسيقى الكلاسيكية العثمانية” هي Safiye Ayla التي لو كانت معاصرة لفيروز الآن، لكان عمرها 116 سنة، لأنها ولدت في منتصف 1907 وتوفيت في منتصف 1998 بعمر 91 عاما.
الأغنية معروفة باسم Uskudara gideriken aldida bir yagmur أو “مطر في الطريق إلى أوسكودارا” المقصود منها منطقة Üsküdar التابعة اداريا لمدينة سطنبول. كما غناها المطرب التركي Zeki Müren الراحل في 1996 بعمر 64 تقريبا. إلا أن مقدمة أغنيته، واسمها Üsküdar’a Giderkenفي يوتيوب، مختلفة بعض الشيء عن مقدمة المطربة صفية، وتستمر حتى الثانية 50 من الفيديو، ثم يبدأ اللحن الأصلي نفسه، وهو الذي اقتبس الأخوين رحباني “نوتاته بكاملها” تقريبا.
الملحن اليهودي الأميركي
وأول من أدى أغنية بلحن مشابه جدا للحن الأغنية التركية، كما للحن “شط اسكندرية” للأخوين رحباني، هي مطربة أميركية اسمها Eartha Kitt المولودة في 1927 والمتوفية في 2008 قبل 3 أسابيع من إتمامها 82 عاما، وعثرت “العربية.نت” في يوتيوب على فيديو لأغنيتها التي أدتها أول مرة في 13 مارس 1953 باسم Uska Dara أي باسم المنطقة الإدارية التركية، ونجد اللحن بعد الثانية 39 من الفيديو، قصيرا بعبارتين موسيقيتين، هما أساس ما تم اقتباسه. كما غنته بعدها المطربة الأميركية Eydie Gormé أيضا.
ما غنته المطربة الأميركية، هو أصل الأغنيتين التركيتين والرحبانية معا. أما ملحنها في عشرينات القرن الماضي، فهو اليهودي الأميركي- النمساوي الأصل Natfull Brandwine المولود في 1884 والراحل في 1963 بعمر 79 عاما، والمحتمل أنه كان ملما باللغة التركية، لأنه استند في تلحينها إلى قصيدة تركية عن امرأة سافرت وبرفقتها سكرتيرتها إلى منطقة Üsküdar التركية، وعلى الطريق تساقط مطر على المرأتين.