ظهر شيخ الأودية السعودية “وادي الرمة” مهيباً للمرة الثانية خلال عام واحد، حتى بلغ مصب وادي النساء بمنطقة القصيم، بين محافظة البدايا والخبراء والرس، ويعتبر جريان الوادي من الظواهر النادرة التي تسجل في تاريخه، لا سيما وأن بعض الأبحاث أشارت إلى أن هذه الظاهرة لم تحدث منذ سنوات عديدة.
وجاء جريانه تزامناً مع هطول أمطار غزيرة في قطاع منابع وادي الرمة، بداية من عقلة الصقور، ووادي ساحوق، والدوامي، تلقت هذه الأماكن العالية، كميات غزيرة من المياه، تجاوز 28 مل، أدت إلى جريان وادي الرمة، في الوقت الذي ُيعد وادي الرمة من أعظم وأطول وأشهر الأودية في الجزيرة العربية، وهو الأوحد الذي يقطعها من الغرب إلى الشرق، حيث إنه يعد من الظواهر الطبيعية في المملكة.
وفي تغريدة نشرها أستاذ المناخ بجامعة القصيم (سابقًا)، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ الدكتور عبد الله المسند، أشار خلالها إلى جريان وادي الرمة في حوضه الأعلى “غربي القصيم” أكثر من مرة خلال موسم مطري واحد، وهذا تكرر في السنوات الماضية القريبة، وأحيانا يتوقف قبل بلوغ سيل الوادي حوضه الأدنى أو حتى الأوسط، فأحياناً يتوقف عند عقلة الصقور أو قبل النبهانية، أو يتوقف بمحاذاة الرس أوعنيزة، ولا يكمل حتى محيره.
والعبرة في جريانه التام بكامل طاقته من أعاليه إلى محيره عند أعتاب نفود الثويرات شرقي القصيم، حتى يقال إن وادي الرمة جرى ويُسجل في السجلات التاريخية كما حصل في 1376 و 1402 و 1429 و 1440 و 1444.
وأضاف: لم أجد مصدراً تاريخياً يُشير إلى أن وادي الرمة جرى في موسم واحد مرتين خلال القرون المتأخرة، وهذا لا يعني أنه لم يحدث، ربما حدث ولم يُنقل لنا.
وقال الباحث د.خالد الزعاق، في وقت سابق، إنه خلال العصور المطيرة كان هذا الوادي أشبه بالنهر الجاري من مرتفعات الحجاز إلى شط العرب، كما أنه في عصر التصحر، قطعت أوصاله الرمال فتحول إلى 3 أجزاء هي وادي الرمة، وادي الأجردي، ووادي الباطن.
وأشار إلى أنه خلال عصر الجفاف تحول الوادي إلى نهر جاف ينهض ثلاث مرات كل سنة، ومع التغيرات المناخية بدأ يجري على فترات متقاربة، مؤكدًا أن الوادي كان أحد طرق التجارة العالمية قديمًا الرابطة بين آسيا وإفريقيا.
وأضاف الزعاق في مقطع فيديو، نحن الآن نحكم حكماً جازماً أن جريان وادي الرمة لهذا السنة أقوى من عام 1402هـ، والوادي من بداية حياته إلى نهاية حياته ستمتد لمدة شهر، وهذا الوادي مغذى من جنوب غرب حائل ومن شرق المدينة ومن جنوب نجد.