يترقب المستثمرون في الأسابيع المقبلة، تقارير أرباح شركات منتجات تقدير المستهلك، لقراءة كيفية أداء الاقتصاد الأمريكي وسط ارتفاع مستمر في التضخم وتشدد في رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومن الملاحظ أن قوة المستهلك بقيت على حالها إلى حد كبير خلال العام الماضي، حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة في تكاليف قروض الرهن العقاري وتمويل بطاقات الائتمان.
ومع ذلك أثرت عمليات تسريح العمالة واسعة النطاق في الربع الأول على العاملين في مجال التكنولوجيا ذوي الأوضاع المالية الجيدة، كما أدت الأزمة المصرفية الإقليمية الأخيرة إلى تراجع الائتمان المتاح للأسر، مما قد يقلص توقعات الإنفاق على الترفيه والمطاعم والسيارات والفنادق.
ويقول أحد الاستراتيجيين إن «هنالك ما يشبه لعبة شد الحبل بين الهبوط الصعب والهبوط السلس بالاقتصاد»، ولكنه يرى أن «قوة المستهلك ربما تكشف السيناريوهات التي ستحدث»، مشيراً إلى أنه «متفائل بشأن شركات بناء المنازل وصانعي الأجهزة، تحسباً لحدوث انتعاش في سوق الإسكان».
تقارير مهمة
تكتسب نتائج وتوقعات الشركات أهمية إضافية في موسم الأرباح هذا، حيث يقيس المستثمرون ما إذا كان تشديد السياسة النقدية وفوضى القطاع المصرفي في الشهر الماضي يؤثران في النمو الإجمالي.
وفعلياً بدأت البنوك الكبرى تقارير الأرباح يوم الجمعة، حيث تجاوز كلٌ من «جيه بي مورغان تشيس» و«سيتي جروب» و«ويلز فارغو» توقعات «وول ستريت».
ومن بين الشركات في قطاع الإنفاق التقديري للمستهلك التي ستصدر تقارير هذا الأسبوع: تيسلا، نتفليكس، أوتونيشن.
ومن المتوقع أن تعلن أمازون، أكبر لاعب في هذا السوق، تقاريرها في 27 إبريل/ نيسان.
ولأن المخاوف المتزايدة من الركود خلال العام الماضي، دفعت العديد من الشركات الاستهلاكية إلى خفض التكاليف لتعزيز هوامش الربح، فربما يؤدي هذا إلى مفاجآت أرباح إيجابية هذا الربع.
وبشكل عام يتوقع المحللون أن «تحقق شركات تقدير المستهلك على المؤشر ستاندرد آند بورز نمو أرباح بنسبة 36.5% في الربع الأول من عام 2023 مقارنة بالعام السابق»، وهي أكبر زيادة في أي قطاع بحسب بيانات «رفينيتيف». ويُقارن ذلك مع انخفاض متوقع بنسبة 5.2% في نمو الأرباح للمؤشر بشكل عام.
ويرى بعض الخبراء بأن «بعضاً من هذا النمو المتوقع يأتي من سوق العمل الذي ظل قوياً، مما ساعد على زيادة الإنفاق الاستهلاكي حيث ما زال المستهلكون يسافرون وينفقون الأموال على البضائع الفاخرة».
قوة القطاع
ارتفع قطاع تقدير المستهلك (ما يقرب من 40% من وزنه في تيسلا وأمازون) بحوالي 14% للعام حتى الآن، أي ما يقرب من ضعف المكاسب البالغة 8% تقريباً على المؤشر «ستاندرد آند بورز» الواسع.
وارتفعت أسهم «تيسلا» بما يقرب من 50% لهذا العام حتى الآن، بينما ارتفعت «أمازون» بنسبة 22% تقريباً.
وفي الوقت ذاته، فإن إيصالات إيداع ستاندرد آند بورز لصناديق المؤشرات المتداولة التقديرية للمستهلك، قد سجلت تدفقات داخلة إيجابية في خمس من الأسابيع الستة الماضية، حيث أرسل المستثمرون صافي 229.1 مليون دولار إلى الصندوق، وهو أكبر صافي تدفق داخل لمدة ستة أسابيع منذ أغسطس/آب، وفقاً لبيانات «ليبر».
ومع ذلك يعتقد بعض المستثمرين أن التوقعات ربما تكون متفائلة أكثر مما ينبغي، خاصة بعد أزمة الشهر الماضي في البنوك الإقليمية التي غذت المخاوف بشأن التراجع الحاد في الإقراض.
تراجع مبيعات التجزئة
وأظهرت بيانات، الجمعة، أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة تراجعت في مارس/آذار أكثر من المتوقع، حيث قلص المستهلكون مشترياتهم من السيارات وغيرها من السلع باهظة الثمن، مما يشير إلى أن الاقتصاد بدأ يفقد قوته في نهاية الربع الأول.
وفي الوقت ذاته، ارتفعت معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة في إبريل/ نيسان، لكن الأسر توقعت ارتفاع التضخم خلال الـ 12 شهراً القادمة.
واتجه بعض مديري المحافظ الاستثمارية إلى غربلة مقتنياتهم من أسهم قطاع تقدير المستهلك لتوقعهم الركود في وقت لاحق من هذا العام.