يُعتبر الشاي الأخضر أحد أبرز المشروبات الصحيّة نظراً لما يتمتّع به من مفعول مُرطّب، مُضاد للأكسدة، ومُحفّز لإنتاج الكولاجين. ولكن يبدو أن الإفراط في استهلاكه يُلحق الأذى بالبشرة والشعر، فما هي الأسباب التي تحوّله من صديق للجمال إلى عدوّ له؟
تُشكّل البشرة أكبر أعضاء الجسم وخط الدفاع الرئيسي عنه في مواجهة الاعتداءات الخارجيّة. وهي تحتاج إلى ترطيب دوريّ، تؤمن الكريمات والأمصال التجميليّة الجانب الخارجي منه أما الترطيب الداخلي فيتمّ عبر تناول حوالي ليترين من السوائل يومياً. ويحتلّ الشاي الأخضر، بعد الماء، المرتبة الثانية في قائمة أفضل السوائل المُفيدة للجسم ولكن يبدو أن الإفراط في استهلاكه ممكن أن يحدّ من فوائده في هذا المجال.
– السر في الاعتدال:
يتمتع الشاي الأخضر بمفعول مُهدئ للأعصاب ومُضاد للأكسدة، كما أنه يُنشّط عمل وظائف الجسم ويقوّي دفاعاته المناعيّة. يُعتبر الشاي الأخضر من السوائل التي تُرطّب الجسم من الداخل ولكنه يتمتع أيضاً بمفعول مُدرّ للبول، أي أنه يؤدي إلى تصريف الماء والمعادن من الجسم. وهذا ما يتسبب في جفاف البشرة وبالتالي يُعرضها لمظاهر الشيخوخة المُبكرة، ولذلك ينصح الخبراء بالاعتدال في استهلاكه والمواظبة على شرب الماء إلى جانبه للاستفادة من خصائصه دون التأثر بمفعوله المُصرّف للسوائل.
– تأثيره على الشعر:
تأثير الإفراط في استهلاك الشاي الأخضر لاينعكس سلباً على البشرة فقط ولكنه يتعداها إلى الشعر أيضاً.
ويحتاج الشعر للحفاظ على صحته إلى عاملين أساسيين: الحصول على المُغذيات وتنشيط الدورة الدمويّة في فروة الرأس، أما النقص في الفيتامينات والمعادن الذي يتعرّض له الجسم فينعكس ضعفاً على الشعر. وهنا يظهر الدور الذي يلعبه الشاي الأخضر في هذا المجال. إذ إن الإفراط بتناول هذا المشروب يحول دون تثبيت مادة الحديد في الجسم، هي المعروفة بدورها الأساسي في تغذية الشعر وتأمين الأوكسيجين لفروة الرأس.
وإذا كان تناول فنجان أو اثنين من الشاي الأخضر يومياً لا يُثير الهلع في هذا المجال إلا أن الإفراط بتناول هذا المشروب خاصةً في حميات “الديتوكس” ينعكس سلبياً على الشعر عند الخضوع لهذا النوع من الحمية لفترة طويلة. فأي نقص في الحديد يمكن أن يُسبب ضعفاً وتقصفاً في الشعر كما قد يتسبب بتساقطه. ولذلك يوصي الخبراء بضرورة التأكد من مستوى الحديد، والزنك، والفيتامين B وC في الجسم عند أي تساقط غير طبيعي للشعر.