من أصل 137 بلداً.. دولة عربية بقائمة الأقل سعادة

للعام الثالث على التوالي حافظ لبنان على تصنيفه ثاني أقل دولة سعادة في العالم لعام 2023، وذلك بحسب تقرير السعادة العالمي لعام 2023.

واعتمد التقرير الذي نشر لمناسبة اليوم العالمي للسعادة، الذي يحتفل به العالم في 20 مارس من كل عام، على البيانات التي جمعها معهد “غالوب” بين أعوام 2020 و2022، حيث حقق لبنان معدلاً متدنٍ جداً، بلغ 2.3 نقاط، مسبوقاً فقط من أفغانستان التي حققت معدل 1.8 نقاط، بين 137 دولة شملها التقرير.

تقرير السعادة مبني على عدة عوامل

بحسب تقرير السعادة العالمي لعام 2023، فإن أفغانستان ولبنان وسيراليون وزيمبابواي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، هي على التوالي الدول الخمس الأقل سعادة في العالم لعام 2023، وذلك بعد الأخذ في الاعتبار عوامل عدة، مثل متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والوضع الاجتماعي للفرد والرعاية الصحية التي يحظى بها، وحرية اتخاذ القرارات، فضلا عن مستويات الفساد في البلاد.

تداعيات محلية وعالمية

تقول رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لميا المبيّض بساط، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن النتيجة التي توصل لها تقرير السعادة العالمي لعام 2023، تجسد فعلاً الوضع الذي يمر به اللبنانيون منذ قرابة الأربع سنوات، بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية التي تضرب البلاد منذ ذلك الحين، أضف اليها تأثر بعض اللبنانيين أيضاً بالتداعيات، التي أحدثتها الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، والتي أدت الى موجة غلاء عالمية في أسعار السلع.

شعور بالخوف وعدم المساواة

تضيف بساط إن اللبنانيين لديهم شعور عارم بالتهديد، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يمرون بها والتي صنفت الأسوأ في العالم، فهم خائفون على حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أطفالهم، مشيرة الى أن تقريراً حديثاً للإسكوا، أظهر أن اللبنانيين يشعرون بانتشار تام لعدم المساواة، مع تأكيد 67 بالمئة من الذين تم استطلاع أرائهم في التقرير، أنهم يشعرون بعدم المساواة.

وبحسب بساط فإن الانهيار اليومي للعملة اللبنانية، التي فقدت ما يفوق الـ 95 بالمئة من قيمتها، يلعب دوراً رئيسياً في ارتفاع نسب القلق والتعاسة لدى اللبنانيين، حيث يتسبب أي تراجع للعملة اللبنانية، بفقدان رواتب الموظفين لقيمتها، ما يؤدي الى تراجع قدارتهم الشرائية ويزيد من حالات الفقر التي تشهد ارتفاعاً مستمراً في البلاد.

5 أمور يفتقدها اللبناني

من جهتها تقول المعالجة النفسية في علم النفس العيادي غادة أحمد الهواري، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه لطالما عرف اللبنانيون بحبهم للحياة، إلا أنهم يعانون الآن من انهيار مقوّمات السعادة لديهم، بسبب الأحداث التعيسة التي يعيشونها يومياً، نتيجة الوضع الاقتصادي المنهار تماماً، مشيرة إلى أن السعادة تعني 5 أمور هي الشعور بالإطمئنان، والنشاط والحيوية، والنظرة الإيجابية للحياة، والقدرة على الإستمتاع بالوقت وهذه كلها أمور يفتقدها الشعب اللبناني.

الطريق إلى السعادة مسدود

تضيف الهواري وهي خبيرة محلفة لدى المحاكم اللبنانية، إن تقرير السعادة العالمي لعام 2023، اعتمد على بيانات الأعوام الممتدة بين 2020 و2022، وخلال هذه السنوات تحديداً، شهد لبنان العديد من الأزمات أبرزها الإنهيار الإقتصادي، وانفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى انهيار شبه كامل لبلدهم، وهذا ما ولّد لديهم مشاعر مرتفعة من الحزن، لافتة إلى أن ما يزيد الأمور سوءاً في لبنان، هو أن الشعب بات يعتبر أن الطريق إلى السعادة شائك أو مسدود، وأنهم لا يملكون رفاهية الإختيار، وهذا ما أدى الى ارتفاع نسبة الانتحار في البلاد في الأيام القليلة الماضية.

عدم الاستسلام

ودعت الهواري إلى عدم الاستسلام والتشبث بالأمل، وتقبّل التغيرات الحياتية والتعامل معها بمرونة، إضافة إلى التخلص من الأفكار السلبية، والتركيز على التفكير الواقعي الإيجابي رغم صعوبة الوضع، مؤكدة أن هذا الوضع الذي يمر به لبنان لن يستمر للأبد.

137 بلدFeaturedالأقل سعادةدولة عربية