هنالك إقبال متزايد بين قطاعات واسعة من الناس على شراء المكملات الغذائية، بهدف تعزيز الصحة العامة، خصوصاً بعد النصائح التي قدمها الأطباء إبان فترة جائحة كوفيد-19، حيث دعوا إلى دعم “المناعة العامة” من خلال تناول الفيتامينات والمعادن، كفيتامينات: D3 K2 C، وأيضاً الزنك، وسواها من المغذيات.
هذه التوصيات دفعت ملايين البشر إلى التوجه نحو الصيدليات والمتاجر الإلكترونية من أجل الحصول على هذه المكملات، وسط سوق ضخم، وتجارة سنوية بمليارات الدولارات الأميركية، دون تمييز بين أنواع المكملات، ما جعلهم يختارون في أحيان كثيرة أنواعاً قليلة الجودة وذات فعالية منخفضة، بل إن بعضها يؤدي لنتائج عكسية.
قواعد أساسية!
المكملات الغذائية، من الضروري أن يتم اختيارها بعناية، من أجل تحقيق الفائدة المرجوة منها، ولذا يستحسن أخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:
1- تحديد الهدف. فعند الرغبة في شراء مكملٍ ما، لا بد من تحديد الهدف الصحي المبتغى منه، قبل اقتنائه، كي يتم الاختيار بشكل سليم. فعندما يريد الشخص الحصول على مكمل يدعم النوم السريع واسترخاء العضلات، فإنه لن يذهب لشراء فيتامين E، على سبيل المثال، وإنما سيبحث عن مكمل المغنيسيوم جليسينات، لأن الأخير هو من سيوصله إلى النتيجة المرجوة.
2- مناسبة المنتج للعمر والجنس. حيث هنالك منتجات مخصصة للفئات العمرية المختلفة، وتركيباتها وضعت لتتوافق مع الاحتياجات العمرية والجندرية أيضا.
3- عدم التعارض بين المكمل الغذائي والأدوية الكيميائية التي يتناولها الإنسان من أجل علاج بعض الأمراض.
4- الابتعاد عن المكملات المصنعة كيميائياً. فجسم الإنسان يتعامل مع الفيتامينات المصنعة من مواد كيميائية بطريقة تحول دون الاستفادة منها، وينظرُ لها بوصفها مواد غريبة، ولذا يقاومها، فتكون عملية الامتصاص أقل. فضلاً عن أن هذه المكملات “المصنعة” يُخلق بعضها من مشتقات نفطية، أو تحتوي على معادن ثقيلة أو شوائب بلاستيكية، مما يجعلها مضرة بالصحة العامة.
5- المصادر الطبيعية. فالمكملات الأعلى جودة هي التي تأتي من مصادر حيوانية ونباتية طبيعية، عضوية، نقية، غير معرضة للمبيدات الحشرية، وليست معدلة وراثياً، وغير خاضعة للعلاج الكيميائي المخبري.
6- عدم وجود حشوات ضارة. المنتجات العضوية عالية الجودة تكلف الشركات المصنعة مبالغ مالية أكبر، ولذا تختار بعض هذه الشركات أن تضع نسبة أقل من المادة الفعالة في الكبسولة الغذائية، وتضيف لها حشوات تملأ بها المنتج، بهدف تقليل الكلفة المادية. هذه الحشوات عادة ما تكون من مواد رخيصة، إلا أنها قد تسبب مشكلات كبيرة، أو تعطل عمل المادة الفعالة. ولذا، من المهم أن يكون المنتج خالياً من أي إضافات ضارة، كـ: زيت دوار الشمس، السكر، الأرز.. وسواها من المواد التي يجب تجنبها.
7- التركيبة المتوازنة. فلا يكفي أن يتناول الإنسان مكملاً ما للحصول على الفائدة المرجوة، حيث من المهم أن يقرأ المشتري مكونات المكمل الغذائي، ويلتفت إلى نسبة المادة الفعالة، وإذا كان تركيزها أقل من الجرعة المطلوبة أو ضمن المدى الصحيح لها. إضافة لتوازن المكونات الأخرى. فعلى سبيل المثال، عند شراء فيتامين D3، لا بد أن يكون معه فيتامين K2، لأن الأخير هو المسؤول عن نقل الأول من الدم إلى العظام، وفي حال تناول فيتامين D3 وحده ربما يشكل ذلك خطراً صحياً على المدى الطويل.
8- أن يكون المنتج مختبراً من طرفٍ ثالث. أي هنالك جهة محايدة موثوقة قامت باختبار المنتج والتأكد من دقة المعلومات المدونة على الغلاف، وأنه لا يحتوي على أي ملوثات أو مواد كيميائية أو معادن ثقيلة أو مبيدات حشرية أو تم اختباره على الحيوانات بطريقة لا أخلاقية.
9- اختيار الشركات الموثوقة. هنالك مئات الشركات التي تبيع المكملات الغذائية حول العالم، والعديد منها يهمها الربح الكبير دون العناية بالجودة ومحتوى المنتج. من هنا، ينبغي اختيار الشركات ذات السمعة الموثوقة، والحاصلة على شهادات ضامنة من هيئات طبية وغذائية غير ربحية، تشير على سبيل المثال إلى أنها: طبيعية، عضوية، غير معدلة وراثياً، خالية من المبيدات الحشرية، خالية من الغلوتين، صديقة للبيئة.
10- طراوة المنتج. كلما كان المنتج حديثاً، ليس قديماً أو شارف تاريخ صلاحيته على الانتهاء، ومصنعاً من منتجات حيوانية ونباتية طازجة ومن مصادر موثوقة، كان المُكمل أكثر فائدة وقدرة على البقاء حتى استنفاد كميته.
11- التعبئة والتخزين. هنالك شركات تهتم بأن تكون عبوات المكملات الغذائية غير بلاستيكية، لما للبلاستيك من سمية على جسم الإنسان. ولذا، من الأفضل أن تكون العبوة زجاجية معتمة، ذات غطاء معدني محكمٍ يتضمن ممتصاً للأوكسجين لكيلا تتأكسد الكبسولات. والأفضل أن تخزن العبوات في أماكن لا يصلها الضوء، جافة، ذات درجة حرارة معتدلة.