مينا-أطلقت هيئة التراث السعودية مهرجان “نقوش” أمام معبر الحضارات وملتقى الثقافات في ميناء العقير التاريخي، أول بوابة اقتصادية لجزيرة العرب، ليتعرف الزائر على كنوز التراث، عبر تجربة فريدة من الفعاليات والأنشطة المميزة، كالعروض الحية للأنشطة التجارية القديمة، ونحت المجسمات التراثية، والزخارف الأحسائية على الرمال، وصيد الأسماك، كما ستستمع لأهازيج البحارة وعروض الفنون التراثية.
كما يضم مهرجان “نقوش” معرض ميناء العقير، والذي يُعرف الزائر على الماضي الجميل، من خلال مجموعة واسعة من الصور التي تعكس أهمية ميناء العقير التجارية، والاقتصادية، والثقافية، ويستكشف الزائر مهاراته في اصطياد السمك على “دكة الصيادين” من خلال تجربة متكاملة بتوفير جميع المستلزمات اللازمة تحت إرشادات الصيادين.
وعلى “دكة البحارة”، يمكن مشاهدة عروض الفنون التراثية ذات الكلمات البسيطة والايقاع المتناغم على أمواج البحر، ومنها تنتقل إلى بدايات النهضة ووسائل المواصلات قديماً في معرض السيارات الكلاسيكية، شاهد أنواع السيارات الكلاسيكية بألوانها الجذابة والتقط أجمل الصور بجانبها، وأثناء عبورك من “محطة القوافل” ستشاهد الإبل وطريقة نقلها للبضائع التجارية، ستتعرف على الحرف اليدوية البحرية على يد أمهر الحرفيين في “سوق العقير”.
كما سيشارك الأطفال في إنتاج قوالب رملية منقوشة بالزخارف الأحسائية، ليتعرفوا على فن من فنون تراث أجدادهم بطريقة إبداعية مبتكرة، بالإضافة إلى فعالية المكتشف الصغير، التي تعزز حب البحث والاكتشاف لدى الأطفال. وأخيراً تكتمل التجربة الثقافية في “مطعم الفرضة ومطاعم الميناء” بتذوق أشهى المأكولات البحرية والشعبية على الطريقة التقليدية، في جلسات شعبية بإطلالة ساحرة على شاطئ ميناء العقير.
ولأكثر من عشرة قرون، ظل ميناء العقير التاريخي شامخاً على شواطئ الخليج العربي، ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 960 ميلادي، ويقع في محافظة الأحساء، شرق السعودية، ويعتبر أقدم ميناء بحري في تاريخ السعودية،وكان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب..
وأطلق على تسميته العقير أو العجير كما يسميه أهالي الأحساء، نسبة إلى قبيلة أجاروا أو عجيروا التي سكنت المنطقة في الألف الأول قبل الميلاد، كما ورد ذلك المراجع التاريخية.
واهتم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود بميناء العقير، لكونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الناشئة، والميناء الرئيس في شرقي البلاد، وشهد ميناء العقير أحداثاً سياسية واقتصادية في عهد الملك عبد العزيز، إذ استخدمه مقرّاً لمقابلة الموفدين البريطانيين، واتخذه مقرّاً للمفاوضات مع الحكومة البريطانية، وشهد الميناء توقيع الملك عبدالعزيز معاهدة تعترف فيها بريطانيا بحكم الملك عبدالعزيز للأحساء.