وفي حواره مع مجلة “TotalFilm”، أثناء الترويج لفيلمه، أوضح الكاتب والمنتج والمخرج السينمائي نولان رغبته في عرض السيرة الذاتية لوالد القنبلة الذرية الفيزيائي الأمريكي “يوليوس روبرت أوبنهايمر” بشكل أقرب إلى الحقيقي، ليبدو للمشاهد واقعياً، مشيراً إلى أن هذا لن يحدث سوى بتصوير تفجير نووي في الحياة الواقعية بدلاً من الاعتماد على رسومات الكمبيوتر المبتذلة الجديدة، إذ يسلط الفيلم الضوء على قيادة أوبنهايمر لمشروع مانهاتن في مختبر لوس ألاموس، وهو مشروع الأسلحة النووية الأمريكي السري للغاية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال نولان، الحائز على 7 جوائز، والمرشح لـ26 جائزة أوسكار: ” أعتقد أن إعادة تصوير اختبار ترينيتي النووي من دون استخدام صور مولدة بالحاسب كانت تحدياً كبيراً لا بد من مواجهته. كان أندرو جاكسون، وهو المشرف على المؤثرات البصرية الخاصة بي الذي ضممته إلى فريقي في وقت مبكر، يبحث في كيفية القيام بالكثير من العناصر المرئية للفيلم بمؤثرات عملية، بداية من تمثيل ديناميكيات الكم وفيزياء الكم إلى اختبار ترينيتي نفسه، إلى إعادة إنشاء (مع فريقي) لوس ألاموس على هضبة مستوية في نيومكسيكو في طقس استثنائي، وكان الكثير من هذا مطلوباً للفيلم، ومن حيث الظروف القاسية للغاية هناك، واجهنا تحديات عملية ضخمة”.
اشتهر نولان بعشقه لصناعة السينما على الطريقة القديمة، لذا يميل دائماً في تصوير أعماله الفنية إلى الأساليب التي يستخدمها ويعتمدها منذ عقود، فهو غير مكترث على الإطلاق بتكنولوجيا السينما الرقمية أو “CGI”، حتى وإن كانت ترفع تكلفة أفلامه بشكل يوازي تكاليف أفلام مارفل الخيالية، فهو يريد أن يصنع سينما حقيقية، على حد قوله.
واستعان نولان بالمؤثرات العملية طوال مسيرته الفنية، ويظهر هذا جلياً في استعانته بممر دوار حقيقي لتحقيق مشهد Inception الذي تضمن معركة أيقونية تتحدى الجاذبية، كما أنه فجر طائرة Boeing 747 حقيقية في فيلمه السابق Tenet.
ويصف نولان “ملحمته” الجديدة أي “أوبنهايمر” بأنه “قصة ذات نطاق وحجم هائلين”، قائلاً: ” إنه أحد أكثر المشاريع تحدياً التي قمت بها على الإطلاق من حيث الحجم ، ومن حيث مواجهة اتساع نطاق قصة أوبنهايمر. كانت هناك تحديات لوجستية كبيرة وتحديات كبيرة من ناحية التأثيرات العملية. لكن كان لدي طاقم غير عادي، وقد تمكنوا من تحقيق ذلك. سيمر بعض الوقت قبل أن ننتهي. لكن بالتأكيد مع النتائج التي أراها، وأثناء قيامي بتجميع الفيلم، أشعر بسعادة غامرة لما تمكن فريقي من تحقيقه”.
والفيلم من بطولة كيليان ميرفي بدور الفيزيائي جاي روبرت أوبنهايمر، ويشاركه رامي مالك، وإيميلي بلانت، وفلورانس بيو، ومات ديمون، وروبرت داوني جونيور، ومن المقرر عرضه يوم 21 يوليو (تموز) 2023.