معدن الليثيوم.. نفط المستقبل وتحديات انتاجه

مينا – تشير دراسات عالمية إلى أن العالم متجه نحو التحول لاستخدام السيارات الكهربائية، وتقليص استخدام محركات البنزين والسولار، إلا أن عائقا يقف أمام ذلك التحول وهو هي نقص الليثيوم الضروري لصناعة البطاريات القابلة للشحن والقوية بما يكفي لتدوير محرك سيارة أو شاحنة.

ووفق بيانات ودراسات، فإن تشيلي تحظى بقطعة أرض تعادل مساحتها بمساحة ولاية كاليفورنيا، وتعد من أهم المصادر لاستخراج معدن الليثيوم، فيما أطلق عليها سعودية الليثيوم، نسبة لتوفر النفط بكثرة في المملكة العربية السعوديو وهي أكبر دولة نفطية في العالم.

وبينت تقارير أن الليثيوم الموجود في الأرض ليس سهل الاستخراج، وهذا لا يعود لمشاكل طبيعية أو صناعية، وإنما لاعتراضات السكان المحليين الذين أفلحوا في وقف عقد مع شركة BYD الصينية العملاقة للسيارات الكهربائية مؤخرا، بينما منحت الحكومة التشيلية الشركة عقدا لتعدين الليثيوم، لكن السكان الأصليين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بإلغاء المناقصة بسبب مخاوف بشأن التأثير على إمدادات المياه المحلية.

ويقول خبراء الصناعة، إن أميركا الجنوبية قد تصبح العائق الرئيسي للنمو في السيارات الكهربائية، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على معدن الليثيوم عالميا.

ويخضع الليثيوم بالفعل لرقابة مشددة في تشيلي، حيث تخطط حكومة الرئيس غابرييل بوريتش اليسارية الجديدة لإنشاء شركة ليثيوم حكومية بعد انتقاد عمليات الخصخصة السابقة للسلع الخام باعتبارها خطأ.

وبحسب بيانات سابقة، كانت تشيلي قبل بضع سنوات، أكبر منتج لليثيوم في العالم، وفي حين وسعت تشيلي الإنتاج في عملياتها الحالية بنسبة 80٪ منذ عام 2016 إلى حوالي 140،000 طن، إلا أنها لم تفتح منجما جديدا منذ حوالي 30 عاما. وهي تنتج الآن حوالي نصف إنتاج أستراليا، التي ضاعفت إنتاجها أربع مرات في السنوات الخمس الماضية.

وعلى عكس النفط، الذي يتم إنتاجه في جميع أنحاء العالم، فإن الليثيوم أقل شيوعا، إذ يشعر المسؤولون التشيليون ودعاة حماية البيئة بالقلق إزاء التأثير على إمدادات المياه.

ويعتقد دعاة حماية البيئة أن التعدين تسبب في جفاف بعض البحيرات القريبة التي تستقطب طيور النحام البرية التي تعتمد عليها في التغذية على الروبيان وبناء الأعشاش.