سلمان بن محمد العُمري
المحافظة على المصطلحات القرآنية والشرعية باتت ضرورة في هذا الزمن الذي تُزيف فيه المصطلحات، وتُباح فيه المحرمات، ويُطبع الناس على المنكرات، ومن ذلك تسمية العلاقات الشاذة والمحرمة بين الجنسين بتسميات ذات لطافة ورقة بتسمية العلاقة المحرمة بين الجنسين(صداقة), والعلاقة بين طرفين من جنس واحد (المثلية) وغيرها من الترقيق والتلبيس والتدليس على الناس، والأخطر من ذلك أن هذا الانتكاس الديني والخلقي والفطري أصبح يُشرع له وتَسِنُّ له المنظماتُ الدولية القوانين والأنظمة باسم الحقوق الإنسانية.
ولقد وقفت المملكة العربية السعودية بحزم ضد هذه القضايا ومحاولات المنظمات الدولية سن تشريعات قانونية لهؤلاء، ومن ذلك ما صرح به وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير أن السعودية تعلن رفضها لوثيقة الأمم المتحدة وعدم الالتزام بها وبحقوق الشذوذ والزنا والفجور والاكتفاء بأحكام الشريعة.
وهذا الموقف الشرعي الحازم اعتدناه ولله الحمد من المملكة حكومة وشعباً وهو مصداق لما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم، (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم، وفي لفظ من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
والفواحش يجب أن تُسمى باسمها كما سُمِّيَتْ في القرآن؛ ليتربى قارئ القرآن على استعظام الفواحش واستفظاعها والنفرة منها، وهي: “كُلُّ مَا يَشْتَدُّ قُبْحُه من الذُّنُوبِ والمَعَاصِي”. وفي القرآن آيات عدة تحذر من الفواحش، قال الله تعالى:(وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ).
إن عمل المخنثين والمخنثات ليس بجديد فقوم لوط قص علينا القرآن خبرهم، والسحاقيات ذكرت كتب السُّنَّة والأثر أحوالهم وأحكامهم، ولكن الملاحظ في السنوات الأخيرة ظهور موجة عالمية لأدعياء الإنسانية، واستماتتهم في إسقاط دور الأسرة، وتشويه دور المجتمعات الصالحة والمحافظة فهم لم يتركوا الناس في حالهم بل أصبحوا يفرضون على المجتمعات والأسر هذا السلوك المشين ويجرمون من يخالف هذا النهج غير السليم.
لقد نهانا الله عز وجل عن هذه الأفعال المحرمة وتوافرت نصوص التحريم من الكتاب والسنة، بل وتم تبيان آثارها الدنيوية العاجلة ليس على مقترفيها فحسب بل على المجتمع الذي تقوم فيه: (لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا)، وقد ضج العالم خوفاً وذعراً قبل عقود من مرض نقص المناعة (الإيدز) ومعروفةٌ أسبابه وما قضى فيه على ملايين البشر واليوم يأتي “جدري القرود” جرس إنذار؛ فهو حصاد فاحشة قوم لوط المسماة المثلية الجنسية فبعد نقص المناعة وعشرات الأمراض المنقولة، وحش جدري القرود.. يغزو العالم بعد كورونا، وأغلب من أصيبوا به قوم لوط، ممن يعاشر الرجل رجلاً مثله، وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم “لم تَظْهَرْ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ؛ حتى يُعْلِنُوا بها؛ إلا فَشَا فيهِمُ الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم الذين مَضَوْا” رواه الطبراني، وقد بلغت البشرية حدها في الجرأة وإعلان الفاحشة، حتى أضحى من يدينها أو لا يسايرها، مداناً منبوذاً وتلك هي غربة الدين والقيم “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يتطهرون)، بل إن قوم لوط الذين انتكست فطرتهم ومعاييرهم وصفوا النبي لوط عليه السلام وقومه الذين رفضوا أن يعملوا السيئات بقولهم: (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، ولكن المتأخرين بدأوا يسنون عقوبات لمن ينتقد أو يرفض هذه السلوكيات المشينة، وأصبحت هذه القرارات تسن عبر المؤسسات الرياضية والتعليمية وتسخر لها برامج وأفلام وأجندات كبيرة.
نسأل الله السلامة والعافية ونسأله أن يقينا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ البشرية من هذه الأوجاع، ويهديها إلى سواء السبيل وفطرة الله التي فطر الناس عليها.