مصعب الطنيجي
من أول لحظة استقباله على أرض المملكة العربية السعودية يتبدى الثقل والدور الإماراتي الإقليمي والعالمي.
فقد حظِيَ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، باستقبال استثنائي في قمة جدة للأمن والتنمية، إذ استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وحين توجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مقر انعقاد القمة التقاه الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي رحّب به ووجّه له دعوة خاصة لزيارة الولايات المتحدة قبيل نهاية هذه السنة.
هذه الدعوة ما هي إلا انعكاس لما صارت تمثله دولة الإمارات من ثقل سياسي واقتصادي ودبلوماسي، ليس فقط على صعيد منطقتنا، ولكن على مستوى الأرض كلها، والتي أصبحت تعاني قضايا ملحة ووضعًا مرتبكا مليئا بالتحديات، التي تحتاج إلى كل صاحب رؤية حكيمة ودور فعال للسيطرة على هذا الكم المتفاقم من الصراعات والاحتياجات الأرضية.
كل هذه الحكمة والثقة والدور الفعال صار جديرا بالإمارات، وصارت الإمارات جديرة به كدولة محورية، على رأسها قيادة تتسم بالحكمة والنبل ودعم الاستقرار والسلام العالمي، ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
الاهتمام الذي حظي به الشيخ محمد بن زايد من رأس الدولة الأمريكية، ممثلة في الرئيس “بايدن” خلال زيارته الاستثنائية إلى منطقة الشرق الأوسط، بعد طول جفاء وانسحاب، لا يعني إلا أن دولة الإمارات ورئيسها صارا رقما كبيرا في معادلة الأمن والاستقرار العالمي، حيث تطرَّق “بايدن” في حديثه إلى أن الإمارات “هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، فضلا عن كونها “مستثمرًا مُهمًّا في الاقتصاد الأمريكي”.
البيان الأمريكي-الإماراتي المشترك، الذي صدر على هامش قمة جدة لخّص مختلف الأمور والنقاط، التي تضمن قوة العَلاقة الاستراتيجية بين البلدين، اقتصاديا وسياسيا، فضلا عن تأكيد مفهوم التعايش، والتوافق حول أزمات الطاقة والأمن الغذائي والتغير المناخي، وترسيخ الدبلوماسية كلغة حوار دائمة بين المختلفين لإنهاء أي نزاع دون خسائر فادحة، بل بتحقيق مكاسب لكل أطراف النزاع ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
الظهور الرئاسي الأول خارج النطاق الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان امتلأ بالمحادثات عالية المستوى مع الدولة الأقوى في العالم، فضلا عن التباحث مع الأشقاء العرب حول كل ما يخص أمَّتنا وأمننا القومي، وقد جاءت تلك المباحثات مغلَّفة بحكمة “زايد الخير”، التي يمثلها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في لحظة فارقة من عمر الأرض، ثقة به وبحسن إدارته لعالم يكتظ بالأزمات، التي طالت حتى كبار العالم.. هذا العالم اليوم الذي هو بحاجة إلى حكمة كل حكيم للمضي معًا نحو آفاق جديدة تضمن مستقبلا مشرقا للأوطان والشعوب.
وفي هذا الصدد، جاءت كلمات حكيم الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة في قمة جدة حين قال: “سعدت بالمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية، دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون بين دول المنطقة، والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار، ومواجهة التحديات المشتركة.. ونثمّن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة، ومبادراته التي تؤكد دور المملكة المحوري في هذا الشأن”.
نحن إذًا أمام قيادة تعقل ما يواجه العالم من أزمة متعددة الأوجه، متطلعة إلى كل ما يُعين لجعل الحياة على هذه الأرض أفضل للشعوب، كل الشعوب.