بجدية التصقت به منذ بداية ظهوره العام، يبدأ حمزة عبدي بري، السياسي الشاب، مهمة ثقيلة في قيادة الحكومة الصومالية الجديدة.
ووافق البرلمان الصومالي، اليوم السبت، على منح الثقة لبري، بأغلبية ساحقة، إذ صوّت له 220 نائبًا حضروا الجلسة، من أصل 275 يشغلون عضوية المجلس النيابي.
وبذلك، بات بري، رئيس الوزراء الحادي والعشرين منذ تأسيس الجمهورية الصومالية عام 1960، وسط آمال بعهد جديد يعيد الاستقرار والأمن.
وتنتظر رئيس الوزراء الجديد ملفات معقدة، أبرزها تشكيل حكومة جديدة، ومحاربة الإرهاب، وبناء الجيش، وتعزيز العلاقات بين الحكومة الفيدرالية والولايات، وتنمية الاقتصاد.
كما يعول الصوماليون على بري في استكمال دستور البلاد، وتنظيم انتخابات مباشرة، والعمل بشكل منسق مع الرئاسة، والنأي عن الدخول في صراع صلاحيات معها، وفق مراقبين.
كما تنتظر بري مهام ثقيلة أخرى، تتمثل في محاربة الفساد ومواصلة مسار إعفاء الصومال من الديون، وتبني سياسة خارجية متوازنة.
ويرى المراقبون أن مهمة رئيس الوزراء الجديد ليست سهلة، لكن الشارع الصومالي يأمل في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي يؤدي إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتطوير الخدمات الاجتماعية في البلاد.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن رئيس الصومال حسن شيخ محمود، تسمية حمزة عبدي بري رئيسا للوزراء، خلال مؤتمر بالعاصمة الصومالية مقديشو تابعته “العين الإخبارية”.
سياسي شاب
وبري نائب في البرلمان الصومالي دخل المجلس لأول مرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في وقت سابق هذا العام.
ورئيس الوزراء الجديد من مواليد عام 1974 في مدينة كسمايو جنوبي البلاد، وهو أكاديمي وسياسي بارز يمثل إقليم جوبلاند.
وتلقى السياسي الشاب تعليمه الأساسي في الصومال واستكمل تعليمه الثانوي، ثم حصل على درجة البكالوريوس من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء اليمنية في تخصص إدارة الأعمال عام 2000.
بعدها، حاز بري درجة الماجستير في نفس التخصص من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا عام 2009.
وخلال مسيرته المهنية، عمل بري في عدة جهات مختلفة، وكان رئيسا لمفوضية الانتخابات والحدود المستقلة في إقليم جوبلاند بين عامي 2019 و2020، ومستشارا بوزارة الدستور (2015-2019).
كما عمل مستشارا لدى بلدية مقديشو (2014-2015)، وأمين عام حزب السلام والتنمية الذي يتزعمه الرئيس الحالي حسن شيخ محمود، بين عامي 2011 و2017.
قبل السياسة
وقبل دخوله المجال السياسي، عمل حمزة في مجال التعليم خاصة في المدارس والجامعات الأهلية، وهو من مؤسسي جامعة كسمايو، ومسؤول ومحاضر في جامعة مقديشو.
كما عمل كأمين عام لشبكة التعليم الخاص النظامي في الصومال (2003-2004)، والتي خففت من حدة نقص خدمات التعليم في غياب خدمة الحكومة المركزية التي انهارت خلال الحرب الأهلية في البلاد.
وحمزة بري باحث وأكاديمي مرموق، عمل في عدة معاهد ومراكز بحثية مختلفة، مثل مركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية في الصومال، ومركز تابع للجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.