أتاح العلماء اليوم الخميس إمكانية النظر لأول مرة لما أسموه ”العملاق الجميل“ الرابض في قلب مجرتنا ”درب التبانة“.
ونشر االعلماء ما قالوا إنه صورة لثقب أسود ذي كتلة هائلة يلتهم أي مادة تدخل في نطاق جاذبيته، حسب ما أوردته وكالة ”رويترز“.
والثقب الأسود المسمى ”ساجيتارياس إيه“ هو ثاني ثقب يتم تصويره على الإطلاق. وتم إنجاز هذا العمل الفريد من خلال نفس آلية التعاون الدولي التي اعتمدت على تلسكوب إيفنت هوريزون (تلسكوب أفق الحدث) التي كشفت في عام 2019 النقاب عن أول صورة على الإطلاق لثقب أسود وكان في قلب مجرة أخرى.
وأشادت عالمة الفلك في جامعة أريزونا، فريال أوزيل، في مؤتمر صحفي في واشنطن، بما أطلقت عليه ”أول صورة مباشرة للعملاق الجميل في وسط مجرتنا“، تظهر فيها حلقة متوهجة بالألوان الأحمر والأصفر والأبيض حول مركز أشد ظلاما وقتامة.
وتزيد كتلة الثقب الأسود عن كتلة الشمس بمقدار 4 ملايين مثل ويقع على بعد 26000 سنة ضوئية من الأرض. السنة الضوئية تعادل 9.5 تريليون كيلومتر.
والثقوب السوداء هي أجسام ذات كثافة غير عادية لها جاذبية هائلة لدرجة أنه لا يمكن حتى للضوء أن يفلت منها، ما يجعل مشاهدتها صعبة للغاية.
وتم الحصول على الصورة باستخدام شبكة المراصد العالمية الخاصة بتلسكوب ”إيفنت هوريزون“، التي تعمل بشكل جماعي لمراقبة مصادر الراديو المرتبطة بالثقوب السوداء.
وأظهرت حلقة من الضوء- مادة متقطعة شديدة الحرارة وإشعاعا يدور بسرعة هائلة على حافة أفق الحدث- حول منطقة مظلمة تمثل الثقب الأسود الفعلي، وهذا ما يسمى ظل الثقب الأسود أو صورة ظلية.
وكان تصويرها معقدا بسبب بيئته الديناميكية التي تشمل دوامات الغاز.
و“درب التبانة“ مجرة حلزونية تضم ما لا يقل عن 100 مليار نجم. وإذا نظرنا إليها من أعلى أو من أسفل، فإنها تشبه مروحة دوارة، حيث تقع شمسنا على أحد الأذرع الحلزونية ويوجد ”ساجيتارياس إيه“ في المركز.
يشار إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كانت قد أطلقت قبل أشهر أكبر تلسكوب أسمته ”جيمس ويب“ إلى الفضاء، من أجل سبر أغواء الكون واكتشاف المزيد من الحقائق التي لا تزال مجهولة حول الكون.