خلال التجارب، أصبحت الخلايا المسنة أشبه بخلايا الجلد التي تسمى الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين، وهو بروتين يربط الجسم ببعضه ويحافظ عليه قوياً.
وقال الدكتور ديلجيت جيل من معهد بابراهام بجامعة كامبريدج: “تمثل نتائجنا خطوة كبيرة إلى الأمام في فهمنا لإعادة برمجة الخلايا. لقد أثبتنا أن الخلايا يمكن أن تتجدد دون أن تفقد وظيفتها وأن التجديد يسعى لاستعادة بعض الوظائف للخلايا القديمة”
مع تقدم الناس في السن، تتراجع قدرة خلاياهم على العمل ويراكم الجينوم، وهو مخطط الحمض النووي، علامات الشيخوخة. يهدف علم الأحياء التجديدي إلى إصلاح الخلايا أو استبدالها، بما في ذلك الخلايا القديمة.
الطريقة الجديدة لمعهد بابراهام، والتي تسمى “مرحلة النضج وإعادة البرمجة العابرة”، تعرض الخلايا لعوامل نسخ الخلايا، لمدة 13 يوماً فقط، حيث يتم تجدد الخلايا لتصبح وكأنها أصغر بثلاثين عاماً.
أعطيت الخلايا المعاد برمجتها جزئياً وقتاً لتنمو في ظل الظروف العادية، وأظهر تحليل الجينوم أن الخلايا قد استعادت علامات مميزة لخلايا الجلد الليفية، وقد تم تأكيد ذلك من خلال مراقبة إنتاج الكولاجين في الخلايا المعاد برمجتها.
لإثبات أن الخلايا قد تم تجديدها، بحث العلماء عن التغييرات في السمات المميزة للشيخوخة، ونظروا في مقاييس متعددة للعمر الخلوي.
المقياس الأول هو الساعة اللاجينية، حيث تشير العلامات الكيماوية الموجودة في جميع أنحاء الجينوم إلى العمر. والثاني هو الترنسكريبتوم، الذي يعبر عن كل القراءات الجينية التي تنتجها الخلية. ومن خلال هذين المقياسين، تطابقت الخلايا التي تمت إعادة برمجتها مع خلايا شابة أصغر بـ 30 عاماً.
في الوقت الحالي، تتمثل الخطوات التالية للبحث في فهم الآلية الدقيقة التي سمحت بإعادة البرمجة الجزئية هذه، وفي النهاية يمكن استخدامها للعلاجات الخلوية في المواقف التي يحدث فيها عمر الخلايا فرقًا، مثل شفاء الجلد عند الإصابة بالحروق، بحسب ما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية.