لم يمر الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك في الجزائر دون أن تترك أعمال درامية بصمات الغضب والجدل.
وأثار أحد الأعمال الدرامية غضب واستياء عدد كبير من الجمهور الجزائري وسط اتهامات له ببث “إيحاءات جنسية”، فيما انقسم الرأي العام حول كلمات قيلت في عمل كوميدي اعتبرت “كلاماً بذئياً”.
وشهد الإنتاج الدرامي المحلي في الجزائر في رمضان 2022 وفرة غير مسبوقة تتنافس عليها مختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور.
وهو الإنتاج الذي عاد هذا العام بقوة بعد نحو عامين من “شبه ركود” فرضته “التداعيات المالية” لجائحة كورونا على الأعمال الدرامية المحلية في الجزائر والتي تعرف انتعاشاً كبيراً في شهر رمضان.
وتبث معظم المحطات التلفزيونية المحلية بالجزائر عدة أعمال درامية، لاقى بعض منها متابعة قياسية، وأخرى واصلت “مشوار الأجزاء” بعد النجاحات التي حققتها في مواسم سابقة، وسط غياب بعض النجوم عن دراما رمضان 2022 لأسباب بقيت مجهولة.
إيحاءات جنسية
وأحدث المسلسل الجزائري التونسي المشترك “حب الملوك” غضباً في حلقاته بالأيام الأخيرة، وأعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول صور ولقطات من تلك الحلقات لما اعتبروه “إيحاءات جنسية”، ويعرض العمل الدرامي على قناة “النهار” الجزائرية.
وطالب معظم تعليقات الجزائريين من “سلطة ضبط السمعي البصري” التدخل لـ”وقف المسلسل”، وهي هيئة حكومية مهمتها مراقبة جميع مضامين القنوات المحلية الحكومية والخاصة.
واعتبر بعض رواد مواقع التواصل بأن الحلقات الأخيرة من مسلسل “حب الملوك”، “فضيحة من العيار الثقيل”، بينما عد آخرون تلك المشاهد بـ”المبرمجة لتشويه صورة المجتمع الجزائري”.
ولم ترد لحد الآن على حالة الاستياء الجماهيري القناة العارضة للعمل الدرامي أو من الشركة المنتجة أو مخرج العمل أو أبطاله.
و”حب الملوك” كلمة باللهجتين الجزائرية والتونسية وتعني فاكهة “الكرز”، وهو عمل درامي كوميدي جزائري تونسي مشترك، حتى إنه صنف كأضخم عمل درامي مشترك بين الجزائر وتونس لموسم 2022، أخرجه نصر الدين سهيلي، يروي قصة عائلة غنية تعيش أحداثاً كثيرة ومليئة بالصراعات.
ويشارك فيه عدة ممثلين، ومن الجزائر يوجد مينة لشطر ومحمد بوشايب، وسعاد سبطي ومراد أوجيت وأحمد زيتوني، ومن تونس: منى نور الدين، وفتحى المسلماني، والشاذلي العرفاوي، ومريم بن مامي.
وحقق العمل الدرامي نجاحاً مفاجئاً عند عرض حلقاته الأولى، حيث فاقت نسبة متابعته عبر موقع يوتيوب نصف مليون.
كلام بذيء
مسلسل آخر أثار الجدل في الجزائر وهو السلسلة الكوميدية “في الـ90″ لكن من نوع آخر، وسط اتهامات لأبطاله بـ”التفوه بكلام بذيء” في حلقاته الأولى.
وسلسلة “في الـ90” الكوميدية يشارك فيها عدد من النجوم الصاعدين في الجزائر، أبرزهم سهيلة معلم، ومحمد خساني، ومصطفى لعريبي، وزوبير بلحر، وغيرهم.
وبعد أن أثارت بعض كلمات العمل التلفزيوني استياء عدد من متابعيه وخروج الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خرج الفنان محمد خساني عن صمته.
خساني الذي يعد من أبطال السلسلة الفكاهية نشر فيديو عبر مواقع التواصل وضّح فيه حقيقة ما تم تداوله عن أن نص العمل تضمن “كلمات بذيئة”، ووجه كلامه أيضا لمن هاجموا العمل التلفزيوني.
وأكد الفنان أن هدف العمل كان “إسعاد الجمهور الجزائري” وأن “بعض الكلمات التي قيلت في السلسلة كانت عفوية ومحترمة”.
وبعد أن وجه اعتذاره لـ”بعض المناطق الجزائرية” على تلك الكلمات “غير اللائقة”، اعترف الفنان محمد خساني بأن بعض الكلمات التي قيلت في السلسلة الفكاهية “تعتبر كلاماً بذيئاً في بعض المناطق” فيما تقال بشكل عادي في مناطق جزائرية أخرى.