في مشهد تترقبه أنظار المليارات، يستعد المحفل العالمي الأبرز “إكسبو 2020 دبي” لاستضافة قمة الحكومات تحت شعار “تشكيل حكومات المستقبل”.
وسوف تعقد القمة العالمية للحكومات 2022 يومي 29 و30 مارس/آذار الجاري، بالتزامن مع اختتام فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي، ما يؤكد أهمية القمة كمنصة عالمية متفردة لصياغة مستقبل الحكومات.
وستجمع القمة تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في تعزيز التنمية والازدهار حول العالم، وتقديم حلول مبتكرة لاستباق التحديات العالمية.
4 آلاف شخصية.. و30 منظمة عالمية.. و15 منتدى عالمي
تحولت القمة العالمية للحكومات عبر دوراتها المتتالية إلى أكبر تجمع عصف ذهني دولي تستضيفه وتديره دولة الإمارات سنوياً من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ورسم خريطة الطريق لمستقبل العمل الحكومي والشؤون العامة على مستوى العالم.
ويعكس اهتمام القمة -التي تبدأ أعمال نسختها الثامنة يوم الثلاثاء المقبل- باستشراف المستقبل وتطوير الحلول العلمية والعملية في المجالات التنموية كافة، حجم التأثير الذي باتت تشكله على الصعيد العالمي، ولا سيما مع تنظيمها هذا العام 15 منتدى عالمياً، واستضافتها لـ4000 مشارك من كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء ومستشرفي المستقبل وقادة القطاع الخاص في أكثر من 190 دولة، فضلاً عن مشاركة أكثر من 30 منظمة عالمية.
استشراف مستقبل عقد حكومي جديد
من جانبه، أكد محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن إطلاق القمة هذه المنتديات العالمية ضمن فعالياتها الرئيسية، يعكس توجهاتها لتصميم وتحديد أهم التوجهات العالمية في القطاعات الحيوية، وسعيها لتعزيز الخطط لبدء عقد حكومي جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط استباقية ترتقي بجاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور.
وقال محمد القرقاوي إن القمة العالمية للحكومات تمكنت من تطوير نموذج مبتكر لتعزيز الجاهزية الحكومية للمستقبل، ركيزته الإنسان ودعائمه استشراف المستقبل والاستباقية، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في بناء الجيل الجديد لحكومات المستقبل، القادرة على ابتكار الحلول والأدوات الكفيلة بتحقيق الاستجابة السريعة للمتغيرات، والتغلب على التحديات والتأقلم مع العوامل الطارئة غير المتوقعة.
وأضاف أن القمة تستضيف 15 منتدى عالميًا تبحث أبرز التوجهات المستقبلية في أكثر القطاعات المرتبطة بحياة الإنسان، ما يجعلها ملتقى شاملا تركز عليه أجندة الحكومات والمنظمات العالمية من أجل استشراف المستقبل، وتطوير الحلول العلمية والعملية في المجالات التنموية كافة.
وتابع رئيس القمة العالمية للحكومات أن القمة تمكّنت من تعزيز موقعها منصة عالمية لتعزيز وبناء الشراكات الهادفة، وتحفيز التكامل العالمي لتطوير العمل الحكومي على أسس مستقبلية، بالشراكة مع المنظمات الدولية الكبرى، لتصبح مع استكمال عقدها الأول قمة حكومات العقد المقبل، التي نستشرف من خلالها التوجهات المستقبلية لـ10 سنوات من التنمية والتطوير.
وتنظم القمة العالمية للحكومات للمرة الأولى “منتدى الميتافيرس العالمي”، الذي سيصبح واحداً من أهم الأسواق العالمية في المستقبل القريب، وتبحث عالم الإنترنت التالي Web 3.0، إلى جانب “منتدى الأصول المشفرة العالمي” الذي يواكب النمو الكبير لهذا القطاع خلال السنوات الماضية، وما أحدثه من تغيير جذري في التعاملات المالية، و “منتدى الأمن السيبراني في قطاع الطيران” لاستشراف مستقبل الطيران الآمن والمعزز رقمياً، كما تبحث القمة مستقبل الاستثمار في قمة “إنفستوبيا” للاستثمار، وتستضيف “الاجتماع العربي الأول للقيادات الشابة” بهدف استكشاف آفاق المستقبل، و “منتدى الإدارة الحكومية العربية”.
وتنظم القمة بالشراكة مع المنظمات العالمية، مجموعة منتديات تجمع أبرز العقول في العالم لبحث القطاعات الحيوية ووضع الأفكار والرؤى لمستقبل جديد، ومن أهمها: “التجمع السنوي لأهم 100 شخصية ضمن قائمة “TIME 100” ومنتدى “فوربس Under 30 30”.
كما تواصل القمة عقد المنتديات الرئيسية التي تشكل محاور للمستقبل، من أهمها: منتدى التغيّر المناخي، ومنتدى الطاقة العالمي، ومنتدى الصحة العالمي، ومنتدى أهداف التنمية المستدامة، ومنتدى المرأة في الحكومة، ومنتدى الخدمات الحكومية، ومنتدى التوازن بين الجنسين.
8 محاور رئيسية
وتغطي الدورة الثامنة للقمة العالمية للحكومات 8 محاور رئيسية، تركز على تصميم مستقبل أفضل للإنسانية، تشمل: “السياسات التي تقود التقدم والتنمية الحكومية”، و”تصميم مستقبل أنظمة الرعاية الصحية”، و”الاستدامة للعقد المقبل”، و”تسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي”، و”تكنولوجيا المستقبل”، و”بناء مدن المستقبل”، و”مستقبل الأنظمة التعليمية والوظائف”، و”تمكين المرونة الاجتماعية”.
حيث يركز محور “السياسات التي تقود التقدم والتنمية الحكومية”، على تمكين الحكومات من تطوير السياسات المحفزة للتنمية، وتسريع ابتكار الخدمات الحكومية، فيما يتناول محور “تصميم مستقبل أنظمة الرعاية الصحية” أهمية استباق تحديات أنظمة الرعاية الصحية وإعادة تصميمها، وتعزيز جودة الحياة والتركيز على الصحة النفسية للأفراد، فيما يتناول محور “الاستدامة للعقد المقبل”، أهمية تبني استراتيجيات شاملة ومستدامة تضمن الموارد اللازمة للدول والحكومات والمجتمعات، ويسلط محور “تسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي” الضوء على أهمية ابتكار سياسات وخطط اقتصادية جديدة، تسرع تعافي القطاعات الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم.
ويستشرف محور “تقنيات المستقبل” الفرص التكنولوجية في العقد المقبل، وسبل الاستفادة منها وتوظيفها في تطوير الحكومات وخدمة المجتمعات، فيما يركز محور “بناء مدن المستقبل” على أهمية بناء مدن مستدامة محورها الانسان.
كما ستركز محاور القمة على “مستقبل الأنظمة التعليمية والعمل” بما يواكب المتغيرات التي يشهدها العالم وضرورة استحداث أنظمة تعليمية وفرص وظيفية جديدة ومبتكرة وآليات لاجتذاب واستبقاء المواهب.
وسيشهد محور “تمكين المرونة الاجتماعية” مناقشة أهمية مراجعة السياسات التي تتبناها الحكومات في ما يخص تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في تطوير المجتمعات، وبناء المرونة الاجتماعية لمواكبة التغيرات المستمرة وتشكيل مستقبل أفضل للبشرية.
وستشهد الدورة الثامنة للقمة الإعلان عن الفائزين في النسخة الاستثنائية لجائزة أفضل وزير في العالم، التي تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز تجارب الوزراء حول العالم، وقصص النجاح التي تمكنوا من تحقيقها في مجالات العمل الحكومي الموجه لخدمة المجتمعات، والتي تشكل مثالاً يُحتذى لكافة المسؤولين الحكوميين، في تعزيز الابتكار واستشراف المستقبل ورسم معالم التوجهات الحكومية في القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الناس.