حدد متحف المستقبل في دبي، أولوياته بتحقيق أثر مستدام على مسيرة التطور الإنسانية للأفراد والمجتمعات.
ووقّع متحف المستقبل، المعلم العلمي العالمي الجديد الذي تقدمه دبي، ودولة الإمارات للعالم، شراكات استراتيجية مع مجموعة من المؤسسات الوطنية، وعدد من كبرى الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة في مجالات العلوم والابتكار والتكنولوجيا والاستشراف المستقبلي لدعم أهدافه الاستراتيجية.
وتتمثل أهداف متحف المستقبل الاستراتيجية، بإطلاق مختبرات لاستشراف، وتصميم المستقبل في شتى المجالات الحيوية، وتفعيل دوره ليكون منصة لمراكز بحثية عالمية في إطار مأسسة عملية استشراف المستقبل والتفكير والتخطيط لحل مختلف التحديات التي تواجه الإنسانية.
وتعزز الشراكات الاستراتيجية، دور المتحف التابع لمؤسسة دبي للمستقبل في الاستعداد للمستقبل، والمساهمة في رصد أهم التطورات خلال العقود المقبلة، وابتكار معالجات غير تقليدية لها، وذلك حسب وكالة أنباء الإمارات.
كما تدعم الشراكات مكانة المتحف، كحاضنة للمستشرفين العالميين وللنخبة العلمية والمعرفية، وللنوابغ على مستوى المنطقة، والعالم، ومختبرا شاملا لتقنيات وأفكار ومدن المستقبل ومستقبل العملات والاقتصاد واستدامة موارد الطاقة والغذاء.
كما تهدف الشراكات، لأن يكون المتحف، معرضا دائما لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية، ومركزا فكريا عالميا يعمل مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة.
ووقع محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس متحف المستقبل، وعمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد ونائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، اتفاقيات الشراكة مع كل من مطر محمد الطاير، مدير عام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وسعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، والمهندس داود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، وعادل أحمد آل رضا، الرئيس التنفيذي للعمليات في طيران الإمارات، وأميت كوشال، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي القابضة، وكارستن بندر المدير التنفيذي لأودي الشرق الأوسط، وسيرجيو ماكوتا، النائب الأول للرئيس في منطقة جنوب الشرق الأوسط لشركة إس إيه بي العالمية، وأحمد الدفراوي، رئيس القطاع التجاري لمنطقة الشرق الأوسط بشركة بيبسيكو، والدكتورة سعيدة جعفر مديرة إقليمية للمجموعة ونائب الرئيس الأول للعمليات في منطقة مجلس التعاون الخليجي بشركة فيزا العالمية.
وتشكل الاتفاقيات إطارا متقدما للتعاون العلمي بين المتحف والشركات الرائدة في مجال الابتكار، تجسيدا لرسالة المتحف في خلق حراك فكري عالمي حول استطلاع واستشراف التغيرات المستقبلية في المجالات العلمية والاقتصادية والتنموية والإنسانية.
وتتيح الاتفاقيات كذلك تعزيز تجارب المتحف ومساهمته في تجسيد المستقبل قبل حدوثه وخلق تجارب معيشية ومعرفية مستقبلية تمنحه موقعاً متقدماً في تصميم مدن المستقبل وحياة الأفراد فيها.
وذلك من خلال عرض الابتكارات العلمية والتكنولوجية الحديثة للشركاء ضمن معرض “المستقبل اليوم” المخصص لاستكشاف دور التكنولوجيا في تصميم المستقبل والاستجابات واسعة النطاق التي يمكن أن توفرها للتحديات الحالية والمستقبلية التي يواجهها كوكب الأرض في مجالات بينها إدارة النفايات، والبيئة، والأمن الغذائي، والزراعة والري، وتخطيط المدن.
دبي منصة للتعاون العالمي المشترك
وقال محمد عبدالله القرقاوي: “تقوم رؤية تأسيس متحف المستقبل على جعله صرحاً علمياً ومعرفياً يرسخ الريادة الإماراتية في استشراف المستقبل واستحضار حلولها المبتكرة من خلال مأسسة عملية الاستشراف عبر توفير منصة هي الأولى من نوعها عالميا لصناع المستقبل ومستشرفيه، بالشراكة مع أبرز الجهات العلمية والأكاديمية في العالم”.
وأضاف: “تبقى الأولوية بالنسبة للمتحف تحقيق أثر مستدام على مسيرة التطور الإنسانية للأفراد والمجتمعات، وفي هذا الإطار، ستتيح الشراكات مع أبرز الشركات المبدعة والمبتكرة عالميا وكبرى مراكز الأبحاث والجامعات الدولية دراسة أحدث ما توصلت إليه العلوم والمعارف البشرية في كافة المجالات لتمكينها وتحويلها إلى واقع وتقديم حلول تدعم استدامة وتطور كافة مناحي الحياة”.
وتابع: “يجسد متحف المستقبل قيم الطموح والتفاؤل والابتكار التي تميّز دبي، باعتباره منصة لعرض واختبار ابتكارات شركات التقنية الرائدة العالمية، ومكاناً لعقد شراكات مع أكبر مراكز الأبحاث والجامعات والمعاهد العالمية حول آخر ما توصلت إليه العلوم والمعارف البشرية في كافة المجالات لتمكينها وتحويلها إلى واقع وتطبيقها على نطاقات عالمية من أجل مستقبل الإنسان، وسيواصل المتحف خلال الفترة المقبلة تطوير شراكاته محلياً ودولياً من أجل تحقيق هذه الأهداف”.
شركاء المستقبل
وتسمح الشراكات بدعم الدور الرائد للمتحف في جذب أفضل الأفكار العالمية وتوليد مفاهيم جديدة تساعد في الوصول إلى حلول استباقية تساهم في صناعة الفرص المستقبلية للبشرية وتعزيز الروابط الدولية عبر بناء شراكات استراتيجية ناجحة.
كما تحقق هدف المتحف باعتباره “المتحف الأكثر تجدداً” في العالم، من خلال ما يحتويه من ابتكارات علمية ومعرفية وفكرية تخضع لتطوير مستمر بإضافة أحدث الإنجازات التقنية وآخر الاكتشافات العلمية العالمية بهدف مواكبة الإنجازات والمتغيرات المستقبلية والحفاظ على ديناميكيته وحيويته.
وسيساهم شركاء المتحف في إغناء عمل مختبرات الابتكار التي يحتضنها المتحف في مجالات الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل، والتي تساهم في توليد واختبار الأفكار خاصة في المجالات التنموية التي تتعلق بالتحديات التي تواجهها المجتمعات.
مستقبل التنقل
وتساهم الشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات بدبي بالتعاون مع شركة أودي، في دراسة واختبار آفاق وابتكارات التنقل في مدن ومجتمعات المستقبل، وتسليط الضوء على الأفكار والحلول الإبداعية من مختلف أنحاء العالم لتطوير خيارات التنقل الذكي في المستقبل القريب وكذلك عرض العديد من الابتكارات المتعلقة بمستقبل النقل.
مستقبل الطاقة
وتتضمن الشراكة مع هيئة كهرباء ومياه دبي اختبار العديد من النماذج والابتكارات، وتطبيقات التكنولوجيا المتطورة القادرة على انتاج الطاقة المتجددة والنظيفة، وتلبية الاحتياجات المستقبلية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبناء مجتمعات حضرية مستدامة منخفضة الكربون، إلى جانب تعزيز التنمية المستدامة في مجال الاقتصاد الأخضر.
تصميم المدن بحلول المستقبل
وتسهم الشراكة بين متحف المستقبل وبلدية دبي في التعرف على تطبيقات التكنولوجيا المتطورة القادرة على استبدال الممارسات التقليدية في التخطيط العمراني، وإنجاز البنية التحتية وتطوير المناطق الحضرية وتصميم المدن بحلول مستقبلية تستخدم مواد متقدمة وآليات بناء مستدامة وتوفر في الوقت نفسه مساحات حضرية مؤهلة لطرق زراعية ذكية تحقق الاستفادة المثلى من المساحة وتسهم في تعزيز الأمن الغذائي لسكان العالم.
حلول تمويل مستقبلية أكثر كفاءة
وتسهم الشراكة مع شركة فيزا في إبراز أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على صعيد الخدمات المالية الذكية والحلول المستقبلية ذات الكفاءة للعملات المالية، بما يعزز فرص تحقيق تأثير إيجابي على حياة البشر وتمكينهم بالأدوات المالية القادرة على تلبية احتياجاتهم الشخصية والمؤسسية بما يدعم أهداف النمو المستدام والشمول المالي.
أنظمة غذائية مستدامة للمستقبل
وتسمح الشراكة مع شركة بيبسيكو بعرض استراتيجية التحول الشامل لشركة “بيبسيكو الإيجابية (+pep)” وعملها المتواصل على تطوير أنظمة غذائية مستدامة وإلهام صُنَّاع التغيير في المستقبل وقيادة تأثير بعيد المدى على صعيد فهم أولويات توفير الأنظمة الغذائية المستدامة وتأثيرها على مستقبل الإنسانية.
ابتكارات لمواجهة تحديات البيئة والمناخ
وتتيح الشراكة مع شركة “إس. آيه. بي” بناء عالم أكثر مرونة واستدامة، من خلال الجمع بين الابتكارات والخبرات التكنولوجية الرائدة التي تقدمها الشركة، استجابة للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية الأكثر تأثيراً على الأجيال القادمة.
وتدعم الشراكة أهداف المتحف في السعي لتصميم مستقبل أفضل يهدف إلى دعم المجتمعات وتحسين مستويات حياة أفرادها من خلال تحقيق الحياد الكربوني والتخلص من المخلفات وتمكين جميع أفراد المجتمع.
وستسهم الشراكات الاستراتيجية الموقعة في تعزيز قدرات متحف المستقبل وتكريس مكانته العالمية باعتباره منصة متقدمة تستشرف مستقبل العالم وأبرز تحدياته في العقود القادمة من خلال العديد من الأطروحات والحلول المستقبلية المتصلة بقطاعات مدن المستقبل، والاستدامة، والتنقل الذكي، والطاقة وتحولاتها، والتكنولوجيا بتطبيقاتها وآفاقها المستقبلية، وغيرها.
جدير بالذكر أن متحف المستقبل هو مبادرة فريدة من نوعها أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف إلهام وتمكين الأفراد والمجتمعات من تخيّل المستقبل وصناعته.
ويوظّف المتحف أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، لتضع في متناول زوار المتحف تجارب غامرة تجيب عن العديد من الأسئلة الملحّة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض، وصولاً إلى الفضاء الخارجي.