تحتفل الكويت الجمعة والسبت بأعيادها الوطنية، في وقت تشارك فيه بـ”إكسبو دبي 2020″، الذي يشهد احتفالات بتلك المناسبة.
احتفالات تعزز العلاقات الأخوية بين دولتي الإمارات والكويت، وتبرز أهمية التضامن الخليجي والعربي في مختلف المناسبات.
وتحتفل الكويت الجمعة بالعيد الوطني الـ61، بمناسبة ذكرى استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1961، وتحتفل السبت بيوم التحرير الـ31 الذي يصادف ذكرى تحريرها من الغزو العراقي 26 فبراير/شباط 1991.
وتشارك دولة الإمارات شقيقتها دولة الكويت احتفالاتها بأعيادها الوطنية، في تجسيد لطبيعة العلاقات الأخوية بين البلدين التي وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الراسخة على مختلف الصعد وفي كافة المجالات.
وتشهد دولة الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء باليوم الوطني الكويتي التي تتضمن إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بألوان علم دولة الكويت ووضع الشعارات ولافتات التهاني في مراكز التسوق في كافة إمارات الدولة، وتنظيم احتفالات ثقافية وتراثية.
وسيتزيّن “برج خليفة” بإضاءة مميزة بالعلم الكويتي إلى جانب كل من “برج العرب” و”برواز دبي” والتي تجسد الأحمر والأبيض والأسود والأخضر.. فيما ستتراقص نافورة النخلة في “ذي بوينت” على نخلة جميرا على أنغام النشيد الوطني الكويتي.
ومن المقرر إقامة احتفالات بتلك المناسبة في “إكسبو 2020 دبي”، الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، وحرصت دولة الإمارات على توظيفه لدعم علاقاتها الأخوية مع أشقائها في دول الخليج، وعلى رأسها الكويت.
تقدير كويتي
وقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي الدكتور حمد روح الدين إن جناح دولة الكويت بمعرض (إكسبو دبي 2020) سيحتفل اليوم الجمعة بالعيد الوطني لدولة الكويت وذكرى التحرير.
وأعرب في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت، خلال زيارته ووزير الصحة الكويتي الدكتور خالد السعيد لجناح الكويت، أمس الخميس، عن الشكر والتقدير للقيادة بدولة الإمارات العربية المتحدة لحرصها على مشاركة دولة الكويت في احتفالاتها الوطنية.
وبين أنه اطلع خلال الزيارة على شرح مفصل بشأن تاريخ دولة الكويت وواقعها ورؤية الدولة المستقبلية، معربا عن خالص الشكر للقائمين على الجناح الكويتي على استعداداتهم الكبيرة التي يقومون بها منذ بداية معرض (إكسبو دبي 2020).
على الصعيد الخليجي، أكد وزير الإعلام والثقافة الكويتي أهمية تنفيذ أجنحة الدول الخليجية والعربية المشاركة في معرض (إكسبو دبي 2020) لرؤيتها المستقبلية حتى ترى الأجيال القادمة الانفتاح والتقدم الذي ستحظى به الإنسانية.
وأشاد بالاستعدادات الكبيرة من قبل الأجنحة الخليجية والعربية قائلا “الكل يعلم أن التواجد والمشاركة في إكسبو هو رسالة للأجيال القادمة، وما شاهدته جهد مشرف ومميز لكل جناح في عاداته وثقافته وطرح رؤيته المستقبلية”.
بدوره ثمن وزير الصحة الكويتي الدكتور خالد السعيد جهود القائمين على مجلس الصحة الخليجي بجناح مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشارك في معرض (إكسبو دبي 2020) الذي يساهم في توفير منظومة صحية متكاملة وفي أبهى صورها.
وقال الدكتور السعيد إنه اطلع على عرض مرئي بشأن إنجازات مجلس التعاون الخليجي وخططه المستقبلية لتحقيق التكامل الخليجي.
وذكر أنه التقى خلال زيارته للجناح في قسم مجلس الصحة الخليجي المدير العام لمجلس الصحة الخليجي سليمان الدخيل وتم التباحث بشأن المواضيع الصحية المطروحة حاليا على الساحة والتي يجب التركيز عليها من خلال التوعية.
زيارة الوفد الكويتي لإكسبو تأتي بعد 3 أيام من قيام وزير التجارة والصناعة الكويتي فهد الشريعان بزيارة جناح دولة الكويت بمعرض (اكسبو دبي 2020)، وقدم خلالها التهنئة لدولة الإمارات على نجاحها في تنظيم معرض (إكسبو دبي 2020)، متمنيا لها مزيدا من التوفيق والنجاح في المستقبل.
ووصف جناح بلاده بـ”الصرح الجميل جدا”، معربا عن الفخر والاعتزاز بدور الشباب الكويتي لتمثيل البلاد في أهم المهرجانات العالمية.
وتعكس المشاركة الكويتية المتميزة في إكسبو 2020 دبي، العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، حيث يعد جناح الكويت الأضخم من حيث الحجم والمساحة في تاريخ مشاركتها بمعارض إكسبو العالمية.
ويقع الجناح في منطقة “الاستدامة” بإكسبو 2020 دبي ويحمل شعار “كويت جديدة.. فرص جديدة للاستدامة”، ليعكس دورها والتزامها بالتنمية المستدامة لتأمين مستقبل آمن ومزدهر لاقتصادها وبيئتها ومدنها وشعبها عبر رؤية (كويت جديدة 2035).
رسائل إماراتية
ويكاد لا يمر يوم منذ انطلاق إكسبو دبي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا ويشهد حدثا أو رسالة أو لقاء تصب في مسار تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات والكويت وتعزيز التضامن الخليجي والعربي.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جناح دولة الكويت في معرض “إكسبو 2020 دبي”.
وأعرب عن سعادته بزيارة جناح الكويت والاطلاع على أهم مبادراتها في مشاريع المستقبل وموروثها التراثي والتاريخي والثقافي والاجتماعي.
وخلال زيارته لأجنحة قطر والكويت والبحرين في معرض دبي إكسبو 2020، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن قطر والبحرين والكويت “إخوة يجمعهم النسب والقرابة والمصير الواحد، وتجمعهم الإمارات العربية المتحدة على المحبة والسلام”.
كما زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، جناح دولة الكويت في الشهر نفسه ضمن جولة في المعرض، وتعرف إلى المحتوى المتميز الذي يقدمه الجناح.
كما اطلع خلال مشاهدته للشاشة البانورامية الضخمة التي تتصدر الجناح على المحطات المهمة في تاريخ دولة الكويت الشقيقة ومشاركتها في معارض إكسبو العالمية .. مشيدا بحرصها على التواجد في الحدث الدولي الذي تستضيفه دولة الإمارات بجناح هو الأبرز في تاريخ مشاركتها.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن “إكسبو 2020 دبي” يجسد تطلعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو مستقبل واعد ومزدهر، كما يعكس تاريخاً من العمل الخليجي المشترك ومسيرة ملهمة وثرية قادتنا إلى تحقيق إنجازات نوعية في المجالات كافة..
علاقات تاريخية
تعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير؛ حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في دولة الإمارات خلال عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد.
كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في دولة الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.
وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة على روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك وزادت قوة ورسوخا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين بموقفها المشرف أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها، بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
ولا تنسى الكويت وأهلها وقفة دولة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990 والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت دولة الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الراحل.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء “اللجنة المشتركة” للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وترتبط دولتا الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
كما تمتلك دولتا الإمارات والكويت علاقات استثمارية متميزة في العديد من القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها السياحة والإنشاءات والتطوير والخدمات المالية وخدمات التجزئة.
على الصعيد الثقافي والتربوي، فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالا واسعا أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلا مناسبا عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى أوروبا وأمريكا وتشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الإمارات تزايدا مستمرا، إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من وجود لطلبة دولة الإمارات بها.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فيما تحافظ العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها في ظل القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.