لبنان يحيي ذكرى اغتيال الحريري.. والابن يتخلى عن عادته السنوية

غصت العاصمة بيروت بالحشود الغفيرة لإحياء الذكرى الـ17 لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وسط إصرار على استكمال المسيرة.

وحضر سعد الحريري رئيس الوزراء السابق، لبضعة دقائق، حيث قرأ الفاتحة على ضريح والده، وسط هتافات مؤيدة من مناصريه الذين احتشدوا بالآلاف.

واكتفى الحريري بإلقاء التحية سريعاً، وغادر المكان دون الإدلاء بأي تصريح متخليا بذلك عن عادته في الأعوام الماضية.

وكما جرى في كل عام، أُضيئت الشعلة الموجودة في مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري بمنطقة السان جورج، وعُزفت موسيقى كشافة لبنان المستقبل لحن الموتى والنشيد الوطني مع التحية.

وكان سعد الحريري قد عاد إلى بيروت، أمس الأحد، لإحياء الذكرى، دون تغيير في قراره تعليق العمل السياسي في المرحلة الراهنة.

وفي 14 فبراير/شباط 2005، استفاق لبنان على اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، تاركا إرثا سياسيا لنجله سعد الذي تنازل عنه بعد قرابة 17 عاما تغيرت فيها موازين وحسابات القوى الداخلية والإقليمية.

 

ومن بين المسؤولين الذين أحيوا الذكرى الأليمة، رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، حيث زارا ضريح الحريري.

واستذكر ميقاتي، الحريري، مؤكداً أنّ الذكرى “ستبقى محطة مضيئة في تاريخ هذا الوطن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها في كل المجالات، وشكّلت علامة فارقة لا يمحوها الغياب أو يُخمد وهجها”.

وقال عبر “تويتر”: “في هذا الظرف العصيب الذي نمرّ به نستذكر بشكل خاص حكمته وعزمه في مواجهة كل التحديات والصعوبات”.

 

كما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ضريح الحريري، ووضع وردة حمراء عليه.

وقال جنبلاط، خلال مغادرته وسط بيروت: “كُتب علينا قراءة الفاتحة في المختارة (مقر النائب وليد جنبلاط) وبيروت في كل عام، وكتب علينا أن نصبر ونصمد”.

بدوره زار وزير الداخلية بسام مولوي الضريح، ووضع إكليلاً وقرأ الفاتحة وسط حشد شعبي وأمني.

وصرّح مولوي من أمام الضريح: “مصرّون على إجراء الانتخابات النيابية التي ستكون مدخلاً لوصول اللبنانيين إلى حقوقهم الدستورية وبناء الدولة”، مؤكداً أنّ “رفيق الحريري استشهد لبناء الدولة”.

وأضاف: “لبنان عربيّ بالدستور وبالاتفاقات وصورته لا تتغيّر أبداً وهو باقٍ كذلك”.

من جهته، زار عضو كتلة “المستقبل” وليد البعريني، على رأس وفد من مناصري تيار “المستقبل” من عكار، ضريح رفيق الحريري.

وقال البعريني: “سنترشّح للانتخابات النيابية لإكمال المسيرة وإرضاء شارعنا، ولا تحالف مع الأحزاب”.

من جانبه، أكد عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب هادي حبيش، أنّ رفيق الحريري “حضر في مرحلة انفتاح عربيّ على لبنان، وسعد الحريري جاء بظرف صعب جدّاً، ودفع أثماناً كبيرة، والبلد لا يمكن أن يستمر محكوماً من (حزب الله)”.

رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، غرّد هو الآخر، على حسابه في “تويتر”، قائلا إن “دماء الشهيد رفيق الحريري وحّدت اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، حول مشروعه”.

أما زوجة رئيس الوزراء الراحل، نازك الحريري، فتوجهت بتحية “إكبار وشوق وحنين لروحه”.

وقالت إنها “ما زالت على وعدها له بأن تستمر بسعيها جاهدة لتكملة قضية ومسيرة ونهج الشهيد الكبير مع العائلة والمحبين والأوفياء”.

 

وأضافت زوجة الحريري: “أدعو الله أن يقدرنا على الحفاظ على هذا الإرث الذي أخذناه على عاتقنا منذ استشهادك والذي بدأت العمل به ولم تستطع تكملته بتطلعاتك ورؤيتك بعيدة المدى، لأن يد الغدر التي ألمت بنا باغتيالك لم تدرك أن مسيرتك الوطنية عصية عليها”.

واختتمت ” نؤكد أن علمنا هو علم لبنان الحبيب ورايتنا هي راية إرثك. وإن قلمي لعاجز عن وصف ما حققت لوطننا الغالي وشعبنا الطيب”.

الرئيس الشهيدبيروترفيق الحريريسعد الحريريلبنان