حفاوة إماراتية بالغة ترحيبا بالزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدولة الإمارات، تتوج مرحلة تقارب غير مسبوقة بين البلدين.
حفاوة تبرز كرم الضيافة والقيم والمبادئ الإماراتية الأصيلة، وتعبر في الوقت نفسه عن الأهمية التي توليها دولة الإمارات لتلك الزيارة وتقديرها لضيف الدولة الكبير.
وتقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مستقبلي أردوغان والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.
ورسمت الإمارات لوحة مبدعة في سماء وأرض البلاد ترحيبا بالرئيس التركي لدى وصوله قصر الوطن، حيث رافق موكب الضيف ثلة من الفرسان على صهوات الخيول العربية الأصيلة في ساحة القصر.
وبالتزامن مع ذلك، حلق فريق “فرسان الإمارات” الوطني للاستعراضات الجوية في سماء القصر احتفاء بزيارة الضيف لترسم علم تركيا في سماء القصر، فيما قدمت فرقة الفنون الشعبية عروضها الفلكلورية التراثية المتنوعة.
ثم اصطحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس التركي إلى منصة الشرف وعٌزف السلام الوطني لكل من الجمهورية التركية ودولة الإمارات، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة أردوغان.
زيارة تاريخية
ووصل الرئيس التركي إلى دولة الإمارات، اليوم الإثنين، في زيارة تاريخية تستمر يومين، هي الأولى له منذ نحو 9 أعوام، تعزيزا ودعما للعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وتحمل زيارة الرئيس التركي أهمية خاصة لأكثر من سبب، أبرزها أنها أول زيارة له للبلاد منذ توليه الرئاسة في أغسطس/آب 2014.
وكانت آخر زيارة أجراها أردوغان لدولة الإمارات في فبراير/شباط 2013، حينما كان رئيسا للوزراء.
أيضا تعد هذه أول زيارة لرئيس تركي لدولة الإمارات منذ 10 سنوات، بعد زيارة الرئيس التركي السابق عبدالله جول في يناير/كانون الثاني 2012.
كما تعد زيارة أردوغان إلى دولة الإمارات هي الأولى له خارج البلاد، بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا قبل أيام.
وحرص الرئيس التركي على إتمام الزيارة في موعدها المقرر دون إرجائها، في رسالة تعكس حرصه على تسريع خطى التقارب والتعاون مع دولة الإمارات.
زيارة الرئيس التركي تأتي بعد 3 شهور من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين.
وتعد القمة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي خلال الزيارة هي الثانية خلال 3 شهور، بعد الأولى التي عقدت في تركيا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيما تعد المباحثات التي ستجري خلالها هي الرابعة خلال نفس الفترة، بعد إجرائهما مباحثات هاتفية مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي، و8 فبراير/شباط الجاري.
واستبقت دولة الإمارات زيارة أردوغان بعرض مرئي على واجهة برج خليفة.
وترافقت إضاءة البرج الذي يقع في دبي ويعد الأعلى في العالم، مع عزف النشيد الوطني التركي.
كما أضاء البرج بعبارة “أهلا بكم Hoş geldiniz” باللغة التركية، إضافة إلى عبارة “الإمارات وتركيا علاقات استراتيجية” باللغتين العربية والإنجليزية.
كما تمت إضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، وتفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين.
رسائل هامة
وقال الرئيس أردوغان في مؤتمر صحفي عقده قبيل توجهه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة: “إن الحوار والتعاون بين تركيا والإمارات العربية المتحدة له أهمية كبيرة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا بأكملها. نحن لا نفرّق بين أمننا واستقرارنا وأمن واستقرار جميع الدول الشقيقة في منطقة الخليج”.
وتابع : “نتوجه إلى أبوظبي لتعزيز هذا الزخم الذي اكتبسته علاقاتنا. ونهدف إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة علاقاتنا من جديد إلى المستوى الذي تستحقه. أنا على ثقة أننا خلال هذه الزيارة، سنتخذ الخطوات التي من شأنها تشكيل الخمسين عاما الجديدة من صداقتنا وأخوّتنا مع دولة الإمارات التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها”.
وأشاد أردوغان بنجاح دبي في إقامة معرض إكسبو رغم جميع ظروف جائحة كورونا.
وبين أنه بهذه المناسبة سيجري زيارة إلى المعرض الدولي “إكسبو 2020 دبي”، وسيزور الجناح التركي في المعرض في 15 فبراير/ شباط؛ الذي تم تحديده كيوم وطني لتركيا في المعرض.