ركّزت جلسة حوارية نظّمها الثلاثاء، جناح نيجيريا في إكسبو 2020 دبي، واستضافها جناح المرأة في موقع الحدث الدولي، على الفرص والمهارات والموارد المتاحة في قطاع صناعة الأزياء في نيجيريا.
وسلطت الجلسة الضوء على كيفية مساهمة هذا القطاع في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا، وذلك بمشاركة فريق من أفضل مصممي الأزياء النيجيريين الممثلين مجموعة من الجهات العاملة والمستثمرة والمعنية بصناعة الأزياء النيجيرية.
وتحت شعار “النسيج النيجيري ومشهد الموضة”، ناقش المشاركون في الجلسة دور اقتصاد الموضة العالمي، مع الاحتفاء بالمنصات التي روّجت لهذا القطاع ودعمته، بالإضافة إلى أنواع الأقمشة التي تنتجها نيجيريا، والطرق العديدة التي يمكن من خلالها استخدام هذه الأقمشة.
وأدارت الجلسة أوزينا أنمودو، رائدة أعمال نيجيرية، وصاحبة علامة تجارية، ومؤسِّسة موقع “أوزينا دوت كوم”، وقالت في كلمة الافتتاح إن صناعة الأزياء في نيجيريا تحتل المرتبة الثانية من حيث نسبة أصحاب الأعمال في البلاد، فهي تضم حاليا أكثر من 4 ملايين وظيفة، وقادرة على إنتاج 2.7 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2025.
ضمت الجلسة المميزة كوكبة من أبرز مصممات الأزياء في نيجيريا. وقالت أليسون آينا ديفيز، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة “أدير باتيرنز وألوري آرت” في نيجيريا: “تنتقل المنسوجات عادة عبر الأجيال، وطالما مثلت وسيلة للاتصال، وطريقة تتواصل بها النساء. ولكل نمط منفرد من الأزياء التي نقدمها في علامتنا التجارية معنى معين”.
وأضافت: “بالنسبة لنا، لا يكفي أن تشكل علامتنا موضة في منطقة معينة وحسب في نيجيريا، بل نسعى إلى تقديم شيء يمثل هويتنا على نطاق واسع”.
وعن كيفية استخدام الأقمشة والمنسوجات النيجيرية في ماركات مختلفة والترويج لها في الأسواق العالمية، قالت فونك أديبوجو، المؤسس والمدير الإبداعي لعلامة الأزياء “فونك أديبوجو”: “أنشأنا نسيجا جديدا تماما، من شأنه أن يجعل الأقمشة الأفريقية غير تقليدية بتاتا. وأصبحنا على مر السنين قادرين على استخدام القماش في مخاطبة جيل الشباب بشأن أنماط التصميمات وأنواع الأقمشة التي يمكن الوصول إليها أو المرغوبة أكثر لدى الناس”.
وتابعت: “جميع أنواع الأقمشة التي نستخدمها في في علامة (فونك أديبوجو) أصبحت مقبولة بشكل أكبر على مستوى العالم. وبوضع المطبوعات عليها، يمكننا تصديرها واستخدامها وجعلها في متناول العالم”.
وفي هذا السياق، أكدت ديزيريه أجوه، المدير الإبداعي لأسبوع “أرايز” للموضة في نيجيريا، أن مشهد الأزياء والموضة النيجيرية مزدهر في الوقت الحاضر، وهناك الكثير من الفعاليات المهمة في هذا المجال، بما فيها أسابيع الموضة التي تبرز أهمية التصميم الأفريقي. وقالت: “لقد تحوّل معرض (في آند بي) إلى أكبر وأول معرض أزياء أفريقية يركز على المصممين الأفارقة منذ ستينات القرن الماضي حتى يومنا هذا، فهو يضم 45 مصمما من عشرين دولة”.
من جهة أخرى، تحدثت روث أوسيما، مدير الموضة، والمحرر التنفيذي لمجلة الموضة والأزياء الرائدة في نيجيريا “ذِسدي ستايل”، عن دور الإعلام في فضاء الموضة النيجيري وتأثيره على المصممين، وقالت: “منذ عشر سنوات، لم يكن لدينا مصممون كُثُر لنعمل معهم، واليوم، نجد أن الإعلام يتولى دوره في الترويج للأزياء النيجيرية، التي باتت تحظى باحترام كبير على مستوى العالم، بسبب جودة العمل، وتوسع المصممين الأفارقة في الأسواق والمدن العالمية”.
وأكدت أوسيما أهمية تقديم الحكومة دعما مستمرا لصناعة الأزياء النيجيرية وللمصممين الشباب حتى يتمكنوا من المنافسة على المستوى الدولي، فمن أبرز الأمور التي تفتقر إليها نيجيريا دعم المنظمات الخاصة.
وأضافت: “المصممون الشباب لا يمكنهم للأسف تحمل تكاليف الذهاب إلى كبرى مدارس التصميم”.
وأوضحت أن الأزياء صناعة حقيقية بمليارات الدولارات، وأن أفريقيا يجب أن تدرك تأثير هذه الصناعة، ولا تعتمد على الغاز كليا إلى الأبد، بل تُنوع اقتصادها. وصناعة الأزياء والموضة من أهم الطرق للقيام بذلك، فهي مجال واسع لعدد هائل من فرص التوظيف للسكان والنساء العاملات”.
أما بانكيه كوكو، مدير إبداعي ومؤسِّسة العلامة التجارية “بانكيه كوكو” في نيجيرياـ، فأشارت إلى أنها استفادت من وسائل التواصل الاجتماعي في التفاعل مع الناس والمهتمين في هذا المجال، فقد لعبت وسائل التواصل هذه دورا مهما للغاية في نجاح علاماتها التجارية، وفي متابعة الجوائز ومنصات الموضة الأخرى، بالإضافة إلى الوصول إلى جمهور أكبر محليا ودوليا.
صناعة الأزياء في نيجيريا باتت من أسرع القطاعات نموا في اقتصاد البلاد، حيث يستمر المصممون الموهوبون في الظهور لتلبية احتياجات وأذواق الرعاة المحليين والأجانب على حد سواء، في ضوء نشوء العروض ومعارض الأزياء المبهرة، من أسبوع الموضة والتصميم في لاغوس، وجوائز الأزياء الأفريقية، وعطلة نهاية أسبوع الموضة من “جي تي بانك”، إلى أسبوع “أرايز” للموضة وعروض الأزياء العالمية الشهيرة.