علماء يكتشفون أسلوباً جديداً في اللقاحات لمحاربة الإنفلونزا مدى الحياة

يعاني الكثير من الأشخاص من تغير لقاح الإنفلونزا بشكل مستمر، حيث أن تغير فيروسات الأنفلونزا بسرعة كبيرة، يستوجب إعادة صياغة اللقاحات. ولكن ماذا لو كان هناك لقاح إنفلونزا يؤخذ لمرة واحدة ويحمي من السلالات المنتشرة حاليًا وجميع الإصدارات المستقبلية؟

يقوم فيروس الإنفلونزا بتبديل جيانته بشكل مستمر، وبهذه الطريقة تنشأ متحورات للفيروس تتفادى أي مناعة طبيعية أو طبية.
ويمكن أن تحدث عملية الطفرة هذه، التي تسمى الانجراف المستضدي، في غضون ستة إلى تسعة أشهر، مما يدفع الجهات الطبية المعنية لتحديث لقاح الإنفلونزا بشكل مستمر.

ولكن مؤخراً بات العلماء أقرب ما يكونون للعثور على حل لهذه المشكلة، عبر إنتاج لقاح يستهدف جزءاً مختلقاً من الفيروس.

في الأحوال العادية، يتم تصنيع لقاحات الإنفلونزا التقليدية لمهاجمة الهيماجلوتينين، وهي بروتينات منتشرة على سطح فيروسات الإنفلونزا. تساعد هذه البروتينات فيروس الإنفلونزا على الارتباط بالخلايا السليمة، قبل اقتحامها والسيطرة على أجهزتها الداخلية حتى يتمكن الفيروس من التكاثر والانتشار.

تُصنع اللقاحات حاليًا بنسخة ضعيفة من الهيماجلوتينين بحيث يتعرف الجهاز المناعي عليها على أنها غريبة وينتج الأجسام المضادة اللازمة لمكافحة الإنفلونزا.

وتلتصق الأجسام المضادة عادة بـ “الرأس” المنتفخ لبروتين الهيماجلوتينين، مما يعوق محاولات الفيروس الارتباط بالخلايا السليمة. يبرز هذا الجزء من البروتين من سطح الفيروس وهو هدف سهل للأجسام المضادة لضربه. ولكنه أيضًا الجزء الأكثر تغيرًا.

يوضح البروفيسور بيتر أوبنشو، اختصاصي المناعة في إمبريال كوليدج لندن، أن الهيماجلوتينين مهم جدًا من حيث ارتباط فيروس الإنفلونزا بالخلايا والدخول إليها.

ويضيف: ” تقريبًا جميع الاختلافات الجينية الكبيرة التي تحدث في فيروس الإنفلونزا تحدث على الرأس الكروي لهذا البروتين، وبمجرد حدوث هذه الطفرات، تصبح الأجسام المضادة التي يثيرها اللقاح عاجزة إلى حد كبير عن مكافحة العدوى”

تتمثل إحدى طرق الالتفاف على هذه المشكلة، في صنع لقاحات لا تستهدف رأس البروتين بل منطقة “الساق”، حيث يلتقي بروتين هيماجلوتينين بالجسم الرئيسي للفيروس.

تحدث الطفرات هنا بشكل أقل بكثير مما تحدث في الرأس، حيث أن المادة الجينية الموجودة هناك ضرورية لبقاء الفيروس. كما أن التركيب الجيني لمنطقة ساق الهيماجلوتينين متطابق تقريبًا أيضًا في جميع سلالات الإنفلونزا، مما يجعله هدفًا مثاليًا للقاح شامل.

ويأمل العلماء أن ينشط لقاح كهذا جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تهاجم منطقة ساق الفيروس بدلاً من الرأس. لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فقد تعثرت المحاولات السابقة لإنتاج لقاح للأنفلونزا يستهدف ساق الفيروس، وفق ما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

الإنفلونزااللقاحات