تعتبر دولة جزر سليمان معرض إكسبو 2020 دبي فرصة مهمة للكشف عن موقعها الاستراتيجي لما يميزها من جمال يأسر الأنظار، ويدعوك جناحها إلى الاستمتاع بأرض حافلة بالغابات المطيرة المزدهرة والشواطئ ذات الأحجار المرجانية والبراكين المشتعلة، وبحث فرص الاستثمار في قطاعات الزراعة ومصايد الأسماك والغابات والتعدين والسياحة.
ويعرض جناح جزر سليمان في إكسبو 2020 دبي، تنوعها الحيوي واسع النطاق الذي يشمل آلاف الأنواع النباتية والحيوانية والبحرية، وتمثل التجارة والاستثمار والسياحة المستدامة محور تركيزها الرئيسي، وعرض موروثات شعب مازال يعيش بعيداً عن الحضر في أرض لاتزال ثروتها الطبيعية بكراً، فضلاً عن اكتشاف كيف تعالج جزر سليمان القضية الحيوية لتغير المناخ.
وعبر جدران جناحها في إكسبو الذي يقع بمنطقة الفرص، رسمت جزر سليمان خريطة مستقبلها المرتكز على خطط للتنمية البشرية وحفظ السلام والأمن، وحماية البيئة الطبيعية ومحاربة الفقر، وتحسين مستوي الصحة والتعليم، والتنمية القائمة على التكيف والاستدامة البيئية، والحوكمة الرشيدة، ويمتهن معظم السكان مهنة الصيد والرعي، والتنقيب عن الذهب من مجاري الأنهار ومصباتها.
ويبدو ان زوار إكسبو على موعد مع الاندهاش بعد التعرف على الموروثات القديمة لجزر سليمان، إذ تحتل مجموعة العُملات على شكل معاضد وعقود وأحزمة، جانباً كبيراً من جناح جزر سليمان، وقد يظن الزائر أنها مجرد حُلي ومشغولات فنية؛ إلا أنها تمثل عُملة حقيقية تعادل قيمتها النقود وتستخدم حتى يومنا هذا في أنحاء كثيرة من البلاد للمقايضة بكثير من الأصول الثمينة، ومنها عُملة تُعرف باسم “مالاباتا” في مقاطعة شوازيول، وعملة آخرى مصنوعة من صدفة “أبو قرن” و”بوكولو”، وتقدم مهراً للزواج في المقاطعة الغربية وإيزابل.
وتضم جزر سليمان أكثر من 900 جزيرة في إقليم أوقيانوسيا بالمحيط الهادئ، شرق بابوا غينيا الجديدة تٌعرف باسم الأرخبيل الميلانيزي، وسُميت نتيجة اعتقاد المستكشفين الإسبان، بعد الوصول إليها في القرن الـ16، أنها «أرض الذهب» أو الموقع الذي خُبئ فيه كنز الملك سليمان الأسطوري، لكن كثيراً من المراجع والمقالات البحثية، التي أجريت خلال عقود طويلة نفت صحة هذا الاعتقاد.
ويأوي الأرخبيل أنواعا فريدة من الطيور والحيوانات البحرية التي تنفرد بها جزر سليمان، بها أكثر من 173 نوعاً من الطيور، وعدد من الألوان المدهشة للببغاوات وطائر الحمام الأحمر، والنسر السليماني، وما يقرب من 130 تشكيلة من أسراب الفراشات، فضلاً عن الأسماك والمرجان التي لا مثيل لها في العالم، والألوان المذهلة للسلسلة الغذائية الكاملة من أسماك القرش والقادوح والدلافين والزعنفيات والسلاحف والباراكودا .
يعرض الجناح معلومات عن أهمية الجمال الغني في التنوّع البيولوجي والثقافي الذي تمتاز به هذه الدولة، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 600 ألف نسمة، ولايزال كثير من المعتقدات والطقوس المرتبطة بعصور ترجع إلى عهود بسمارك حاضرة في وجدان أهل الجزر، مثل تقديس النساء لتمثال الخصوبة ولجوئهن إليه للتمكن من الإنجاب.
يضم جناح جزر سليمان، كماً كبيراً من المنحوتات على الصخر والأخشاب والأواني الفخارية ومشغولات “نغوزونغوز”، المصنوعة بشكل احترافي من قبل الأجداد، لتوثيق الوقائع والمعتقدات الفكرية والدينية، ورغم تركيز الجناح على الموروثات القديمة، إلا انه أيضاً يعرض خططها نحو المستقبل، والاستثمار في التعليم، وتنشئة الأجيال والزراعة، والصحة وغيرها من مشاريع التنمية المستدامة.